أفاد موقع “ريج تيك تايمز” الأمريكي بأن النظام البيلاروسي بقيادة ألكسندر لوكاشينكو، استخدام الهجرة غير القانونية مجددا كأداة للضغط على الاتحاد الأوروبي، حيث يصل مهاجرون من ليبيا إلى البلاد إما مباشرة أو عبر الأراضي الروسية.
وذكر الموقع في تقرير له، أن جهاز الاستخبارات الخارجية الأوكراني أفاد بتمرير مجموعات كبيرة من المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط وأفغانستان عبر الأراضي البيلاروسية، ويهدف العديد منهم إلى العبور إلى بولندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.
وشبّه الموقع الأمريكي هذا التكتيك إلى حد كبير بأحداث العام 2021، عندما اتهمت حكومة ألكسندر لوكاشينكو بتدبير أزمة هجرة لإجبار الاتحاد الأوروبي على رفع العقوبات.
وفشلت تلك المحاولة السابقة، ولم تسفر إلا عن تشديد القيود وتعميق العزلة الدبلوماسية للوكاشينكو. والآن، تلاحظ أنماط مماثلة مجددا، ما يثير القلق في العواصم الأوروبية، وفقا للتقرير.
ونقل “ريج تيك تايمز” عن مصادر استخباراتية قولها إن بعض المهاجرين يدخلون بيلاروسيا عبر روسيا، ما يشير إلى تنسيق محتمل بين ألكسندر لوكاشينكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحسب معلومات الموقع، فإن المهاجرين يصلون من ليبيا، إما مباشرة أو عبر الأراضي الروسية، وبمجرد وصولهم إلى بيلاروسيا، يمنحون تأشيرات وينقلون إلى مناطق قريبة من حدود الاتحاد الأوروبي، حيث يحاولون العبور بشكل غير قانوني غالبا إلى بولندا.
وتبدو هذه العملية منظمة ومدعومة جيدا، ما يوحي بأن الحكومة البيلاروسية تسمح بها، إن لم تكن تسهلها بشكل مباشر حسب الاتهامات، وفقا للموقع الأمريكي.
وأضاف التقرير أنه بينما يعرف ألكسندر لوكاشينكو بعلاقاته الوثيقة بالرئيس الروسي، ينظر إليه أيضا على أنه يتصرف باستقلالية عندما يتعلق الأمر بالتكتيكات قصيرة المدى.
وبيّن أنه من خلال إبقاء التوترات عند أدنى مستوياتها، يحافظ لوكاشينكو على خط اتصال مع عدد من الدول الأوروبية، مثل المجر، التي دأبت على معارضة الهجرة الجماعية.
وأشار إلى الإدانات الواسعة التي وجهت ضد استخدام الزعيم البيلاروسي للمهاجرين غير الشرعيين كورقة مساومة، وتتهم حكومته بالابتزاز بالهجرة، حيث تستخدم أرواح البشر للضغط على أوروبا لرفع العقوبات أو تخفيف موقفها تجاه بيلاروسيا.
وتظهر الأحداث الأخيرة على طول الحدود البولندية البيلاروسية تفاقم الوضع؛ ففي 14 يوليو، أفادت التقارير بمهاجمة مهاجر حرس حدود بولندي أثناء محاولته دخول البلاد بشكل غير قانوني.
وفي اليوم التالي، ألقت مجموعة أخرى من المهاجرين زجاجة حارقة على الحراس قرب المنطقة الحدودية نفسها. ردا على ذلك، أطلقت بولندا حملة إعلامية في سبع دول والهدف هو تحذير المهاجرين من مخاطر العبور غير القانوني.