أكد المحلل السياسي أيوب الأوجلي، أن عبد الحميد الدبيبة يحاول إعادة تشكيل المجموعات المسلحة، وتنظيم خارطة هذه المجموعات في العاصمة، ومحاولة إيهام العالم بأنه يسيطر على المنطقة الغربية، وتحديداً الشمال الغربي بما في ذلك طرابلس ومصراتة والزنتان وزليتن وما حولها من مناطق.
وقال الأوجلي في تصريحات نقلتها الشرق بلومبيرج، إن الدبيبة يسعى من خلالها لإيجاد مكان له في أي حوار سياسي قادم من منطلق أنه يسيطر على جزء من الأرض وعلى العاصمة التي تضم المراكز الإدارية والمؤسسات وغيرها.
ورأى أن العقبة الوحيدة بوجه تحقيق هذا الهدف، تكمن في “قوات الردع”، الجهاز الذي يعد من أقوى التشكيلات و”لا يمكن بالتالي تفكيكه بسهولة”، وفق قوله.
ويعتقد الأوجلي أن عبد الرؤوف كارة، آمر “قوات الردع”، “لن يكون هدفاً سهلاً للدبيبة، لأن جهازه يسيطر على سجن معيتيقة الذي يضم عناصر إرهابية خطيرة، وخروج هؤلاء لن يشكل خطراً على الداخل الليبي فقط، وإنما على دول الجوار وحتى أبعد من ذلك.
ورغم مخاطر الحرب بسبب ارتداداتها الوخيمة على المدنيين والأوضاع عموماً، إلا أن المحلل السياسي الأوجلي تحدث عن استثناء من الممكن أن يشعل العاصمة، وهو وجود “خطة لعملية عسكرية منظمة لكن خاطفة، تنتهي خلال يومين أو ثلاثة، تنفذ ضد الدبيبة والتشكيلات التابعة أو الموالية له”.
وذكر أن هذا السيناريو “سيكون بقيادة الردع، وهذا الجهاز الآن يقوم بالتفاوض، ومحاولة تجميع أكبر قدر ممكن من الحلفاء حتى يتسنى له الذهاب نحو إسقاط الحكومة في أسرع وقت ممكن قبل أن تقضي الحكومة عليه”.
غير أن تحركاً من هذا النوع يتطلب الحصول على ضوء أخضر، خصوصاً من الوليات المتحدة، وفق الأوجلي، الذي أشار إلى “تداول مناقشات في الأوساط المقربة من الدبيبة بشأن طلبه لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب”، معتبراً أن هذا اللقاء “سيحدد، في حال حصوله، المنتصر في معركة العاصمة”.
وأبدى الأوجلي قناعته بأن هذا اللقاء، بين الدبيبة وأحد المسؤولين رفيعي المستوى في واشنطن، سيحدد “شكلها وكيفيتها وما ستستغرقه من وقت، وما إن كانت ستكون في شكل اشتباكات دامية أو عملية بيضاء”.
تتواصل الحشود العسكرية بمحيط العاصمة طرابلس، في ظل تمسك الدبيبة بالمضي قدماً في تفكيك التشكيلات المسلحة، ضمن ترتيبات تستهدف تفكيك أبرز الأجهزة المسيطرة على مناطق حيوية في المدينة.
وتثير هذه التحركات مخاوف متزايدة من اندلاع مواجهات جديدة قد تفجر الهدنة الهشة التي جاءت بعد اشتباكات عنيفة شهدتها طرابلس في مايو، إثر اغتيال عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، الذي كان يتولى قيادة “جهاز دعم الاستقرار” ورئاسة جهاز الأمن التابع للمجلس الرئاسي.