قال عضو مجلس النواب صالح افحيمة، إن زيارة مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية والشرق الأوسط، مسعد بولس إلى ليبيا في هذا التوقيت تحمل دلالات لا يمكن إغفالها ومضامين تتجاوز الطابع البروتوكولي المعتاد.

وأضاف افحيمة في تصريحات نقلها موقع عربي21، أن تحركًا بهذا المستوى وفي هذه المرحلة الدقيقة يؤشر إلى دخول مباشر للولايات المتحدة على خط الترتيبات الليبية، وهو ما يعكس رغبة واضحة في استعادة زمام المبادرة الأمريكية داخل المشهد الليبي بعد فترة من التراجع والانكفاء.

وأكد أن اللافت في هذه الزيارة المقررة بعد غد الأربعاء، أنها تشمل طرابلس وبنغازي، وهو ما يعكس نية أمريكية لمخاطبة الأطراف كافة دون انحياز ظاهري وهي رسالة بحد ذاتها بأن واشنطن بصدد بناء توازن نفوذ جديد داخل ليبيا وفق أولوياتها وبما يخدم مصالحها الأمنية والاقتصادية والسياسية في المنطقة، وفق تقديره.

ورأى أنه لا يمكن هنا أن نفصل هذا الحراك عن ما تداولته بعض الصحف الدولية بشأن مقترح من قبل حكومة الاحتلال يتعلق بتوطين فلسطينيين في ليبيا وهو طرح مرفوض جملة وتفصيلًا ويمثل مساسًا مباشرًا بهوية ليبيا الوطنية وموقعها من القضية الفلسطينية، قائلا: أية مؤشرات في هذا الاتجاه ستقابل بموقف وطني موحد يرفض أي محاولة لاستخدام ليبيا كمساحة لتصفية حسابات جيوسياسية أو تسويات ديموغرافية.

وحول علاقة الزيارة بالبعثة الأممية وخارطة الطريق المرتقبة، قال فحيمة: الزيارة تأتي في ظل تعثر المسار الأممي وتراجع فاعلية بعثة الأمم المتحدة في إدارة الملف الليبي الأمر الذي قد يفسر كمحاولة أمريكية لملء الفراغ السياسي والدبلوماسي وفرض خطوط تحرك بديلة سواء بالتنسيق مع بعض الأطراف المحلية أو عبر إعادة تدوير بعض الشخصيات والمبادرات وهو تطور يجب التعامل معه بيقظة ومسؤولية، وفق تعبيره.

وتابع: ليبيا ليست فراغًا سياسيًا وليست ساحة متروكة للتجريب وكل مبادرة لا تنطلق من احترام السيادة الوطنية وحق الليبيين في تقرير مصيرهم مآلها الفشل مهما كانت الجهة التي تقف وراءها وأؤكد هنا أن الشعب الليبي بوعيه وتاريخه قادر على التمييز بين من يسعى لدعم الاستقرار ومن يحاول توظيف الأزمة لتحقيق أجندات تتجاوز الحدود الليبية.

ومن المقرر أن يبدأ بولس زيارته إلى ليبيا يوم الأربعاء المقبل بالوصول إلى العاصمة طرابلس للقاء بعض المسؤولين هناك على رأسهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي وعبد الحميد الدبيبة وبعض المسؤولين الآخرين ومنهم عسكريين.

كما أنه من المقرر أن يزور المسؤول الأمريكي مدينة بنغازي للقاء رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وخليفة حفتر، لبحث آخر تطورات المشهد في ليبيا وضرورة التعاطي مع الجهود الأممية.

ووفق مراقبين، فإنّ زيارة بولس تحمل محاور عدة، منها دعم خطة البعثة الأممية في ليبيا وخارطة الطريق المرتقبة منها، وضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار سواء بين الشرق والغرب أو هدنة طرابلس، لمنع عودة الاشتباكات، وكذلك حث الأطراف الليبية إلى ضرورة تسريع وتيرة التوافق من أجل إنجاز عملية انتخابية قريبا.

Shares: