قال عضو مجلس الدولة الاستشاري سعيد ونيس، إن البعثة الأممية منشغلة بشكل أكبر بترضية الأطراف الخارجية المتداخلة ومتضاربة المصالح في الملف الليبي، على حساب بلورة موقف حقيقي يعكس رؤية الأطراف المحلية التي تعاني وتشتت الإرادة السياسية.
وأضاف ونيس، في تصريحات نقلتها صحيفة الشرق الأوسط، أن البعثة الأممية تركز على المسار السياسي، الذي تحدد معالمه الدول المؤثرة في عملها، كلٌّ بحسب ممثليه داخل البعثة، مشيراً إلى تجاهل واضح لمبدأ الشرعية الوطنية، بل وتلميح في بعض مواقفها إلى تجاوز الاتفاق السياسي، وعدم اعتباره أساساً موجّهاً لخططها وبرامج عملها.
ورأى أنه من المآخذ الأخرى على البعثة الأممية، التي قادت لهذا البطء، غياب الرؤية والمنهجية في إدارة الملف، وترك المجال لاجتهادات شخصية لكل مبعوث أممي جديد، ليضع رؤيته الخاصة للحل، عوضاً عن استكمال وتطوير ما أنجزه سلفه.
وأوضح أن ضعف التفويض الدولي للبعثة الأممية ينحصر في الدعم والمساندة، قائلا إنها لا تزال محكومة بإطار وساطة يفتقر إلى أدوات ضغط فعالة، وتقتصر مهامها على إصدار التوصيات دون القدرة على تنفيذها.
ومنذ منتصف الشهر الماضي انخرطت البعثة الأممية في سلسلة من المشاورات حول توصيات اللجنة الاستشارية، استهدفت مختلف المناطق والمكونات الاجتماعية والانتماءات السياسية.
وتشمل الخيارات التي طرحتها اللجنة الاستشارية، إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، كما اقترحت إنشاء هيئة تأسيسية تحل محل الأجسام السياسية الحالية لوضع اللمسات الأخيرة على القوانين الانتخابية، والسلطة التنفيذية، والدستور الدائم.