كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية تفاصيل مغادرة الوفد الأوروبي لمدينة بنغازي؛ رفضا للقاء رئيس حكومة البرلمان أسامة حماد أو أحد وزرائه.

وأفادت الصحفية في تقرير لها، بأن الوفد الأوروبي رفض الوقوع في الفخ الذي نصبه خليفة حفتر بلقاء وزراء حكومة أسامة حماد في بنغازي، لأنها غير شرعية من قبل الأمم المتحدة.

وأوضحت أن الوفد الأوروبي عندما هبط في بنغازي، لمناقشة ملف الهجرة غير الشرعية، وجد نفسه في مأزق سياسي؛ حيث فوجئ بحضور وزيرين من حكومة البرلمان لمقابلتهم دون إخطارهم.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن لقاء وزراء حفتر كان بمثابة منحهم ختم موافقة الاتحاد الأوروبي، وهذا كان هدف حفتر منذ البداية.

واسترسلت بأنه عندما هبطت طائرة الوفد الأوروبي في بنغازي، استقبلها بشكل مفاجئ اثنان من وزراء حفتر، وأصبح سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو في مرمى النيران، مبينا أن الوفد الأوروبي أخبر أورلاندو أن يهبط من الطائرة بمفرده، ويتحدث إلى جانب حفتر.

وذكر التقرير أن الجميع اتفقوا على أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال تصوير الوفد الأوروبي من الوزراء والمسؤولين مع ممثلي حفتر، لأن ذلك سيرسل إشارة دولية مفادها أن الاتحاد الأوروبي يعترف بإدارة لا يعتبرها معظم العالم شرعية.

وتابع بأن أورلاندو انطلق بمفرده ليتحدث شخصيًا مع الوزيرين بحكومة حماد، ومع مكتب حفتر عبر الهاتف، وفي النهاية، أكدوا له أن الأوروبيين، الذين بقوا عالقين على متن طائرتهم، يمكنهم النزول والانتظار، بعيدًا عن الشمس، في صالة كبار الزوار، واعدين بعدم تصوير أي شخص خلال هذه العملية.

واستكمل التقرير بأن الليبيين نقضوا هذا الوعد على الفور، وبدأوا بالتقاط صور للأوروبيين والوزراء الليبيين وهم ينتظرون معرفة ما إذا كانت المحادثات ستبدأ، وتبيّن بعد ذلك أن حفتر لم يكن سعيدًا، وأنه أراد صورة لوزرائه وهم يلتقون ببعض كبار السياسيين في الاتحاد الأوروبي.

ووفقا للصحيفة، اقترح الوفد الأوروبي عقد اجتماع بحضور وزراء حفتر، ولكن بشرط عدم نشر أي صورة تُظهر انعقاد اللقاء، ما أغضب حفتر، وقرر الوفد الأوروبي العودة إلى الطائرة، ثم مغادرة بنغازي.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن مخاطر نصب حفتر فخًا كانت معروفة، لكن الوفد الأوروبي قرر تجربة حظه على أمل التوصل إلى حل على أرض الواقع، في حال حدوث أي مشكلة.

وختم بأن روسيا ترى في شرق ليبيا وطرق الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، فرصةً لزعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي.

وضم الوفد مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية ماغنوس برونز، ووزير الهجرة واللجوء في اليونان أثاناسيوس بليفيريس، ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي، ووزير الشؤون الداخلية والأمن والتوظيف في مالطا بايرون كاميلييري، إلى جانب سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا نيكولا أورلاندو، والمدير العام للمديرية العامة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج في الاتحاد الأوروبي السفير ستيفانو سانينو.

Shares: