زعم المحلل العسكري عادل عبد الكافي، أن حكومة الدبيبة تتبنى استراتيجية لفك التشكيلات العسكرية والأمنية في طرابلس، وتنظيم تحركاتها وعملها، ووضعها تحت سلطة وزارة الداخلية ورئاسة الأركان العامة.

وتوقع عبد الكافي في تصريحات نقلها موقع “إرم نيوز” الإماراتي، اتخاذ سلسلة من القرارات لمنع الاحتراب في غرب ليبيا، والحد من الاستقطاب والتحشيدات الجارية في العاصمة طرابلس.

وذكر أن المجلس الرئاسي أقدم على إصدار عدة قرارات لتشكيل لجان خاصة تتكفل بضبط الأمن، ومنع حدوث أي خروقات، ونزع فتيل المواجهات بين التشكيلات المسلحة، مبينا أن هناك لجانًا أخرى معنية بالسجناء، هدفها إتاحة المساحة للمؤسسات القضائية للتكفل بالمحتجزين لدى الميليشيات.

أما بخصوص التفاهمات بين حكومة الدبيبة و”جهاز الردع”، التي توشك على الانهيار، أوضح عبد الكافي أنها لا تزال سارية من خلال اللجان التي شكّلها المجلس الرئاسي، والمعنية بترتيبات الوضع الأمني، ومنع أي انتهاك للهدنة، وتسوية أوضاع بعض السجناء.

واستبعد غياب الاستجابة لهذه الجهود الهادفة إلى ترسيخ الاستقرار، مدعيا بأن حكومة الدبيبة تعمل على هيكلة بعض الأجهزة الأمنية، وتغيير بعض القيادات، حتى يكون لها دور مؤثر، بمعنى “أن تكون هناك استجابة حقيقية لإحداث استقرار داخلي”، وفق قوله.

وقال عبد الكافي إن حكومة الدبيبة تعمل حاليًا على استراتيجيتها لمنع تغول الميليشيات العسكرية على القرار الإداري في بعض الوزارات، ومنع الهيمنة على المواقع الأمنية، وتحقيق تقارب بين القوى العسكرية التي تم تشكيلها لمنع أي مواجهات دموية.

واعتبر أن هذه القرارات ستكون بداية لسلسلة من الإجراءات الرامية إلى منع الاحتراب في غرب ليبيا، والحد من الاستقطاب الجاري بين مختلف الأطراف السياسية والفاعلة.

وعادت أجواء التوتر الأمني إلى العاصمة طربلس مجددا على خلفية تحركات وتحشيدات عسكرية متسارعة في عدد من أحيائها، ما ينذر بتجدد الاشتباكات المسلحة بين المليشيات.

وجاءت هذه التحشيدات المسلحة بعد أيام فقط من خطاب شديد اللهجة لعبدالحميد الدبيبة، هدد فيه باستخدام الخيار العسكري ضد خصومه، بمن فيهم جماعات مسلحة كانت سابقًا جزءًا من تحالفاته الأمنية.

ورغم الجهود الأممية والمحلية التي بذلت خلال الشهور الماضية لاحتواء التوترات في العاصمة، يعود شبح المواجهات المسلحة ليخيّم على المشهد، وسط مخاوف جدية من انزلاق طرابلس مجددًا إلى مربع العنف والاقتتال بين الفصائل المسلحة المتنافسة.

وتصاعدت التوترات الأمنية، بعدما تحدثت تقارير، عن أن جهاز الردع التابع للمجلس الرئاسي أسقط 3 طائرات مسيّرة تابعة لحكومة الدبيبة، أثناء محاولتها تنفيذ عمليات استطلاع جوي فوق قاعدة معيتيقة الجوية.

ويعكس التصعيد الأخير والتحشيدات العسكرية في طرابلس هشاشة التفاهمات والترتيبات الأمنية السابقة، التي قد تنهار في أيّ لحظة، ما يهدد بالعودة إلى دائرة الصراع المسلح.

Shares: