استضافت العاصمة المصرية القاهرة، اجتماعا رفيع المستوى لمسئولين من ليبيا والسودان، لتبادل الرؤى بشأن التحديات والتطورات الأمنية في المنطقة.
ووفقا لقناة القاهرة الإخبارية، أعربت مصر خلال الاجتماع عن تقديرها وشكرها للسودان وليبيا على جهود تعميق الروابط والتكامل، بما يحقق الاستقرار والازدهار.
وأوضحت أن الاجتماع بحث التنسيق والتعاون المشترك بين الدول الثلاث للحفاظ على الأمن القومي والحرص على إعلاء المصالح العليا لشعوبها.
وفي السياق، أكد بدر عبدالعاطي وزير الخارجية المصري، خلال اتصال هاتفي أجراه أمس، مع هانا تيتيه المبعوثة الأممية إلى ليبيا، الأولوية التي يمثلها الملف الليبي بالنسبة للأمن القومي المصري كدولة جوار مباشر.
وأشار الوزير المصري إلى دعم بلاده للجهود الأممية من أجل إطلاق عملية سياسية لتسوية الأزمة في ليبيا.
ويأتي الاجتماع بعد أيام من استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لخليفة حفتر، وعبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة في السودان، وذلك في مدينة العلمين غرب البلاد.
وخلال اجتماعه مع حفتر، شدد السيسي على أن استقرار ليبيا يُعد جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، موضحاً أن مصر تبذل أقصى جهودها، بالتنسيق مع الأطراف الليبية، من أجل دعم الأمن والاستقرار في ليبيا، والحفاظ على وحدتها وسيادتها، واستعادة مسار التنمية فيها.
وأعرب السيسي عن حرص مصر على الحفاظ على وحدة وتماسك مؤسسات الدولة الليبية، مشددًا على أهمية تعزيز التنسيق بين جميع الأطراف الليبية لوضع خارطة طريق سياسية شاملة تفتح المجال لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن، مؤكداً على ضرورة التصدي للتدخلات الخارجية والعمل على إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.
من جهتها، أفادت صحيفة “العرب” اللندنية، بأن لقاء السيسي، خليفة حفتر وابنيه خالد وصدام في مدينة العلمين يعكس تخوفات القاهرة من علاقات الأخير مع قوات الدعم السريع السوادنية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن لقاء السيسي وحفتر وابنيه، هو أول تدخل مصري معلن في أزمة المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان.
وأضافت أن التدخل المصري بدأ مبكرًا، منذ اندلاع أزمة المثلث الحدودي، باتصالات مع حفتر ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
وذكر التقرير أن القاهرة لديها تخوفات من تأثير ذلك على المصالح المصرية، القلقة من سيطرة الدعم السريع على هذه المنطقة “المثلث الحدودي”.
وقبل عدة أيام، اشتبكت وحدة من كتيبة سبل السلام السلفية التابعة لخليفة حفتر مع عناصر سودانية من “القوة المشتركة” معززة بقوات من الجيش السوداني، وذلك في المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا.
من جهته، أصدر الجيش السوداني بيانا يتهم فيه قوات حفتر بالمشاركة المباشرة في هجوم شنته قوات الدعم السريع على نقاط عسكرية سودانية، ومعلنا إخلاءه للمثلث الحدودي ضمن ما وصفها بترتيبات صد العدوان.
وأصبح المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان يمثل معضلة أمنية للدول الثلاث، فعلى الرغم مما تختزنه هذه المنطقة من ثروات طبيعية هائلة، إلا أنها تحولت لمسرح مفتوح أمام تهريب الذهب والسلاح والبشر، وما فاقم الأمور، الصراع الدائر في السودان بين الجيش وقوات الداعم السريع هناك.