استضافت العاصمة المصرية القاهرة لقاء رئيسي مجلسي النواب والدولة عقيلة صالح وخالد المشري؛ لبحث المضي في خطوات تشكيل حكومة جديدة موحدة، في ظل الأوضاع المأساوية التي تشهدها ليبيا من انقسام واقتتال وتشظي.

وبحسب بيان للمكتب الإعلامي للبرلمان، فإن عقيلة والمشري ناقشا خلال لقائهما أمس الاثنين، خطوات تشكيل حكومة جديدة تذهب بالبلاد نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.

كما بحثا مستجدات الأوضاع السياسية، والخطوات العملية لاعتماد “خريطة طريق واضحة لاختيار حكومة جديدة موحدة تمهيداً لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة”.

وبدأ عقيلة والمشري بحث ترتيبات تشكيل حكومة جديدة رغم صعوبة تنفيذ هذا الأمر في ظل تمسك عبد الحميد الدبيبة بمنصبه بدعم من جهات سياسية وعسكرية بغرب ليبيا، رغم الانتقادات الموجهة لحكومته والمطالب الداعية لرحيلها.

ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد الضغط على الدبيبة، والذي يرفض أي مقترح لتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية غير منتخبة، ويصر على أن حكومته ستبقى حتى إجراء انتخابات شرعية يختار فيها الليبيون قيادتهم، وفق زعمه.

وبدت تحركات عقيلة والمشري وكأنها تهدف إلى تشكيل أمر واقع جديد، خصوصًا في ظلّ تراجع شعبية حكومة الدبيبة داخليًا بسبب الأوضاع المعيشية والاحتجاجات الشعبية المتكررة التي تطالب برحيله، متهمة حكومته بالفشل والفساد وسوء الإدارة.

ويأتي هذا التوجّه نحو تشكيل حكومة جديدة رغم رفض صريح عبّرت عنه البعثة الأممية، والتي أكدت في مواقف سابقة أن أي تغيير حكومي يجب أن يكون مبنيًا على توافق شامل، وألا يؤدي إلى مزيد من الانقسام المؤسسي.

ورغم حديث عقيلة والمشري عن “حكومة موحدة”، إلا أن مراقبين يعتبرون أن أي حكومة يتم تشكيلها خارج إطار التوافق الأممي ودون مشاركة جميع الأطراف الفاعلة، ستكون بمثابة حكومة موازية ستزيد من الانقسام.

ومنذ أسابيع، تحرّك مجلس النواب لتشكيل حكومة جديدة، واستلم ملفات عدد من المرشحين، كما استمع لبرامجهم وخطط عملهم، وهي تحرّكات تجاهلها الدبيبة، بينما لم تعلن البعثة الأممية والمجتمع الدولي عن أي مواقف تتبنى فيها خطة البرلمان لتشكيل حكومة جديدة.

لقاء المشري وعقيلة جاء بعد أقل من 48 ساعة من استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للأخير، لعقد مباحثات أكد خلالها على أهمية الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامة مؤسساتها، مشددا على دعم القاهرة الكامل للمسار السياسي الليبي.

وأكد السيسي أن تسوية الأزمة الليبية يجب أن تكون شاملة، وتتضمن توحيد المؤسسات التنفيذية والعسكرية، بما يتيح تنظيم الانتخابات في أقرب وقت ممكن، لتمكين الشعب الليبي من اختيار قياداته واستعادة الاستقرار.

كما استقبل السيسي أيضا، قبل أيام، خليفة حفتر، وأكد أن استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وأن القاهرة مستمرة في دعم جهود إعادة بناء الدولة الليبية على أسس وطنية خالصة.

وشدد السيسي على أهمية توحيد الصف الليبي، وتعزيز التنسيق بين جميع الأطراف، لوضع خارطة طريق تفضي إلى انتخابات حرة وشفافة، مجدداً موقف مصر الثابت من ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية.

 

Shares: