قال المبعوث الأممي الأسبق غسان سلامة، إن ليبيا أقرب منها للمدنية من أي شيء آخر، لكن تغليب الفردية يعوق بينها وبين السلام حتى الآن.
وأضاف سلامة في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، إن استمرار الأحوال المضطربة في ليبيا غير مجدي لأحد، مؤكدا أنه ليس بإمكان طرف أن ينتصر عسكريًا على الأطراف الأخرى.
وبيّن أنه ذهب إلى ليبيا وهو يراهن منذ اليوم الأول على أولئك الليبيين الذين وصلوا لخلاصة بأن الحرب ليست هي الحل، “لكني لم أجد العدد الكافي منهم”، وفق قوله.
وتذكر كيف وقف بين الدبابات لوقف إطلاق النار بين طرابلس ومصراتة في صيف 2018، وجمع 21 من عناصر المليشيات في الزاوية بمكتبه، وأجبرهم على القبول بوقف إطلاق النار.
وتابع قائلا: أرغمت الحكومة أيضا في ذلك الوقت على اتخاذ بعض الإجراءات الحكومية والاقتصادية لضمان وقف إطلاق النار الذي كان في مصلحتهم.
وأوضح أن حفتر حاول أن يقتحم طرابلس، وتحولت حربه عمليًا لحرب إقليمية تدخلت فيها أطرافا خارجية، من خلال طيرانهم أو مضادات الطيران الخاصة بهم، أو مليشيات استقدموها من بلدان أخرى.
وذكر سلامة أنه وضع في تلك الفترة أمام نفسه 3 أهداف، أولاً وقف إطلاق النار وإعادة إنتاج النفط لكي يعتاش الليبيون، لأن 90% من مواردهم نفطية، ثم التوصل لنوع من الاتفاق السياسي.
وبين أن هجوم حفتر على طرابلس قبل 10 أيام من انعقاد المؤتمر الوطني في غدامس أثبت لهم أنه ليس هناك تفاهم داخلي على وقف إطلاق النار، متابعا: لذلك أبلغت مجلس الأمن علنًا في يونيو 2019، أنني ذاهب لاستراتيجية أخرى.
واسترسل بقوله: تفاهمت مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل، لإجراء قمة لكل الدول المتداخلة في ليبيا ودائمة العضوية بمجلس الأمن لوضع خطة وقف إطلاق النار.
وواصل: أسسنا بعدها لجنة 5+5 التي لا تزال تعمل حتى الآن، للمحافظة على وقف إطلاق النار، لكن الأزمة بشأن الاتفاق السياسي هي عدم إيمان الكثير من الليبيين بضرورة التوصل لاتفاق سياسي.
وأكد المبعوث الأممي السابق أنه لم يغادر منصبه بسبب مشكلة سياسية، بل بسبب أزمة صحية في الرأس استدعته لإجراء عملية جراحية.
واستكمل: كنت أرغب في إبعاد الدول الخارجية عن الحل في ليبيا، لكن الأزمة أنها كانت جزءا من الحرب، لذلك كنت أنوي عقد مؤتمر غدامس، ولكن ظهر لي أن هذا أمرًا مستعصيًا قفمت بقلب الآية وعقد مؤتمر دولي في برلين.
وأفاد سلامة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان حاولا سرقة مخرجات مؤتمر برلين والإعلان عنها في مؤتمر صحفي بين الأطراف الليبية في موسكو أو أنقرة.
كما أضاف: فائز السراج كنا نعمل معه يدًا واحدة، وهو حقيقة شخص فاضل فلم يكن لديه مليشيا ولم يكن لديه قوة مسلحة، وربما أخطأ بعدد من الأمور التفصيلية لكن في الإجمال رجل تهدئة وسلام.