كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، تفاصيل استضافة مصر هذا الأسبوع محادثات مباشرة بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وخليفة حفتر، في محاولة للتوسط بينهما.
وأفاد الموقع في تقرير له، بأن الحكومة المصرية نشرت صورًا منفصلة للرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يلتقي أولًا بالوفد الليبي ثم بالوفد السوداني في الغرفة نفسها ما يؤكد حساسية المحادثات.
وأكدت أن البرهان وحفتر، عقدا برفقة وفديهما، محادثات وجهًا لوجه، في إطار جهود السيسي لإدارة العلاقات المتوترة بين شريكين مهمين، حيث تدعم مصر البرهان، الذي يخوض حرباً ضارية ضد مليشيا الدعم السريع، وحفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا.
وأوضح التقرير أن الاجتماع بين حفتر والبرهان لم يُسِر على ما يرام، حيث اتهم البرهان حفتر الذي كان برفقته أحد أبنائه، بتهريب أسلحة إلى الدعم السريع، حيث نفى حفتر هذه الاتهامات فأكد له البرهان أنه ليس صادقاً، وأن لدى السودانيين أدلة على تورطه.
وأضاف أن الاجتماع بين البرهان وحفتر انتهى بشكل سيئ، كما أن السيسي لم يكن راضيًا عن المحادثة، وأعرب عن قلقه من احتمال امتداد حرب السودان إلى مصر، وتعطل التجارة في منطقة المثلث الحدودي المضطربة، وكان يأمل في التوسط في اتفاق سلام بين البرهان وحفتر.
ووفقا لتقرير الصحيفة البريطانية، ذكر الوفد السوداني أن الصديق حفتر كان في السودان قبل بدء الحرب في أبريل 2023، والتقى حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع المعروف بـ”حميدتي”.
واسترسل بأنه عندما اندلع القتال بين جيش البرهان وقوات الدعم السريع لأول مرة في عام 2023، أرسل حفتر إمدادات عسكرية بالشاحنات والطائرات إلى قوات الدعم السريع، بينما تراجعت هذه الإمدادات مع تحول قوات الدعم السريع إلى طريق أكثر ملاءمة عبر تشاد المجاورة.
وبين التقرير أنه في الآونة الأخيرة، انضمت قوات جنوب ليبيا الموالية لحفتر إلى الدعم السريع في مهاجمة مواقع حدودية يسيطر عليها الجيش السوداني، كما سيطرت مليشيا حميدتي على قاعدة معطن السارة الجوية في منطقة الكفرة جنوب ليبيا.
وذكر أن هذه القاعدة أساسية لتزويد القوات شبه العسكرية في السودان بالأسلحة، ولتصدير الذهب إلى خارج البلاد من مناجم دارفور، التي تملكها وتسيطر عليها عائلة دقلو.
وبحسب التقرير، حمّل مسؤولون مصريون صدام حفتر، مسؤولية الغارة على منطقة المثلث، مضيفا أن المشكلة تكمن في العلاقة بين صدام حفتر والدعم السريع، خاصة أن أبيه يفقد سلطته مع تقدمه في السن، وهذه السلطة الآن مقسمة بين أبنائه الثلاثة.