أفادت صحيفة “العرب” اللندنية، بأن لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خليفة حفتر وابنيه خالد وصدام في مدينة العلمين يعكس تخوفات القاهرة من علاقات الأخير مع قوات الدعم السريع السوادنية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن لقاء السيسي وحفتر وابنيه في العلمين أمس الإثنين، هو أول تدخل مصري معلن في أزمة المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان.
وأضافت أن التدخل المصري بدأ مبكرًا، منذ اندلاع أزمة المثلث الحدودي، باتصالات مع حفتر ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
وذكر التقرير أن القاهرة لديها تخوفات من تأثير ذلك على المصالح المصرية، القلقة من سيطرة الدعم السريع على هذه المنطقة “المثلث الحدودي”.
وبينت الصحيفة أن الجانب المصري لا يرتاح كثيرًا لأي تعاون بين قوات حفتر والدعم السريع، وما ينجم عنه في المستقبل من انعكاسات سلبية على رؤية القاهرة للأزمة السودانية.
واسترسلت بأن حفتر بدا منفتحًا كثيرًا على توجهات تركيا في ليبيا ومتفهمًا ضمنيًا لمتطلبات الدعم السريع في المثلث الحدودي.
وأكد التقرير أن القاهرة استغلت علاقتها الوطيدة مع حفتر لمنع حدوث انفلات في المنطقة، قد يحرج الجيش السوداني وتتأثر مصر بتداعياته.
واستقبل السيسي حفتر وابنيه خالد وصدام في مدينة العلمين على ساحل البحر المتوسط، بحضور رئيس المخابرات العامة بمصر اللواء حسن رشاد.
وبحسب بيان للرئاسة المصرية، ركز لقاء العلمين على أهمية استقرار ليبيا، حيث يعد جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وتبذل القاهرة أقصى جهودها بالتنسيق مع القوى الليبية لدعم الأمن والاستقرار، والحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها، ودعم مصر لكافة المبادرات التي تستهدف تحقيق تلك الأهداف.
وأعرب السيسي عن حرص بلاده على الحفاظ على وحدة وتماسك مؤسسات الدولة الليبية، وتعزيز التنسيق بين جميع الأطراف الليبية لوضع خارطة طريق سياسية شاملة تفتح المجال لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن، والتصدي للتدخلات الخارجية، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.
وقبل عدة أيام، اشتبكت وحدة من كتيبة سبل السلام السلفية التابعة لخليفة حفتر مع عناصر سودانية من “القوة المشتركة” معززة بقوات من الجيش السوداني، وذلك في المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا.
من جهته، أصدر الجيش السوداني بيانا يتهم فيه قوات حفتر بالمشاركة المباشرة في هجوم شنته قوات الدعم السريع على نقاط عسكرية سودانية، ومعلنا إخلاءه للمثلث الحدودي ضمن ما وصفها بترتيبات صد العدوان.
وأصبح المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان يمثل معضلة أمنية للدول الثلاث، فعلى الرغم مما تختزنه هذه المنطقة من ثروات طبيعية هائلة، إلا أنها تحولت لمسرح مفتوح أمام تهريب الذهب والسلاح والبشر، وما فاقم الأمور، الصراع الدائر في السودان بين الجيش وقوات الداعم السريع هناك.