تناولت صحيفة الشرق الأوسط القضية الليبية في ظل اتّساع رقعة الأزمات في العالم، وتعددت شواغل القوى الكبرى، لا سيما بعد اشتعال الحرب بين إيران وإسرائيل.
وتساءلت الصحيفة في تقرير لها: بعد أن كانت الجهود الدولية تتركز على قضايا محددة، ازدادت محاور الخلاف حول ما قد يعيد طرح السؤال؛ هل ما زال ملف القضية الليبية أولوية على أجندة المجتمع الدولي؟
وأفادت بأن الأزمة الليبية ظلّت تحتل أولوية كبيرة على ما يبدو من المجتمع الدولي منذ أحداث عام 2011، فجالت عواصم إقليمية ودولية، لكنها ما زالت تراوح مكانها حتى الآن، باستثناء جهود أممية حثيثة لجهة عقد الانتخابات.
وأضافت أنه الآن، بعد اشتعال جبهة حرب جديدة بين إسرائيل وإيران، يتخوف الليبيون من أن قضيتهم المُعلّقة رهن الانقسام السياسي، والفوضى الأمنية، قد يطويها النسيان، فيظل الوضع على ما هو عليه من جمود، أو تطوله نيران هذه الأزمات، فيزداد تعقيداً.
وبحسب التقرير، فإن كثيرا من المتابعين والمحللين المحليين والدوليين يرون أن الملف الليبي بات غائباً إلى حد ما عن أولويات العواصم الغربية خلال الأشهر الماضية، على رغم تحرك المبعوثة الأممية هانا تيتيه، داخلياً وخارجياً لإحياء العملية السياسية الميتة.
وذكر التقرير أنه ويفترض أن يلتئم اجتماع لجنة المتابعة الدولية لعملية برلين “IFCL” بخصوص ليبيا في العاصمة الألمانية، في يونيو الحالي، بحضور البعثة الأممية.
وأوضح أن جانبا من تخوف الليبيين مرجعه إلى أنهم يعدّون بلدهم ساحة من ساحات المواجهات المستمرة منذ السنوات الماضية حتى اليوم بين دول كبرى وإقليمية تعمل على رسم عالم جديد.
وكان من المفترض أن يجري مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط، زيارة إلى ليبيا هذا الأسبوع، لكن وزيراً بحكومة الدبيبة قال: حتى الآن لم يثبّت الموعد، بسبب التطورات في المنطقة، وفقا للصحيفة.
وأكمل التقرير بأنه رغم اعتقاد البعض أن القضية الليبية لم تعد تمثّل أولوية قصوى لدى المجتمع الدولي، كما كانت في سنوات سابقة، فإنه لا يمكن القول إنها غابت تماماً عن الاهتمام الدولي.
وإذا كانت ملفات عدة استحوذت على اهتمام أطراف دولية، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، ثم الحرب الإسرائيلية على غزة، والتوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، فإن محللين يرون أن الحسابات الدولية، ومصالح بعض الأطراف الدولية والإقليمية ستُبقي الملف الليبي حاضراً على طاولة المفاوضات.
وتعيش العاصمة طرابلس وضعاً أمنيّاً هشّاً إثر اقتتال بين الميليشيات المسلحة، انتهى بتوقيع هدنة تعتريها الخروقات من وقت إلى آخر.