أفادت وكالة “نوفا” الإيطالية، بأن كل يوم يمر في ليبيا دون اتفاق سياسي مشترك يزيد من خطر العودة إلى الحرب.
وذكرت الوكالة في تقرير لها، أن طرابلس تشهد ساعات من الهدوء النسبي بعد الاشتباكات الأخيرة، لكن الهدنة التي تم التوصل إليها أثبتت هشاشتها وعرضتها للانتهاكات المفاجئة.
وأضافت أن عبد الحميد الدبيبة قرر تعزيز موقعه في العاصمة من خلال اتفاق مع بعض ميليشيات مصراتة وإنشاء غرفة عمليات مشتركة.
وبينت أن الهدف المعلن هو “فرض سلطة الدولة” واحتواء القوة المتنامية لجهاز الردع ما يُنذر بتغييرٍ خطيرٍ في موازين القوى على الأرض.
ورأت أن الانتشار المكثف لميليشيات مصراتة في طرابلس قد يُحدث فجوةً على الجبهة الشرقية، مما يُتيح المجال لتقدمٍ مُحتمل لقوات حفتر.
وأوضح التقرير أن هذا القلق ازداد بعد الأخبار المتداولة حول نشر لصواريخ روسية في المنطقة الجنوبية “فزان” الخاضعة لسيطرة خليفة حفتر.
واسترسل بأن دعوات الحوار والاعتدال غالباً ما تأتي متأخرة، وقد لا تُؤخذ على محمل الجد في سياق لا يزال فيه استخدام القوة يبدو الأداة الرئيسية لممارسة السلطة.
وأكمل بأن مقتل غنيوة الككلي أدى لاندلاع أسوأ موجة عنف شهدتها طرابلس في السنوات الأخيرة، ما فتح الباب أمام إعادة تحديد مناطق النفوذ.
وأكد تقرير الوكالة الإيطالية أن الدبيبة يسعى لترسيخ سلطته من خلال حشد الميليشيات الأكثر ولاءً له، بما في ذلك ميليشيات مصراتة.
واعتبر أن هذه العملية لا تخلو من المخاطر، حيث أثار الاستقطاب الداخلي في طرابلس والخوف من تصعيد عسكري قلق العواصم الغربية.
وقال إن تعزيز حفتر لقوته في شرق ليبيا يثير القلق، حيث استعرض في الأسابيع الأخيرة أسلحة جديدة في عرض عسكري في بنغازي، مبينا أن هذا الاستعراض يجعل التهديد بشن هجوم جديد واسع النطاق أكثر واقعية.
واستطرد بأن حفتر يريد ترسيخ مكانته باعتباره القادر على تحقيق الاستقرار في ليبيا، على عكس التشظي المسلح في الغرب.
التقرير أفاد أيضا بأن طموحات الدبيبة السياسية تتعارض مع واقع تعتمد فيه السيطرة الفعلية على الإقليم على قوة السلاح بدلًا من المؤسسات.
ورحج أن احتمال إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يبدو بعيدًا، إذ تعيقه التنافسات المحلية والتدخل الخارجي، مضيفا: بينما يناقش المجتمع الدولي الوضع في ليبيا، يستمر ميزان القوى في التغير على أرض الواقع.
وختم بأنه لا تزال مناطق أبو سليم وسوق الجمعة وعين زارة وتاجوراء تحت سيطرة كيانات مسلحة ذات أجندات مستقلة، وغالبًا ما تتنافس فيما بينها.
