قال المحلل السياسي إدريس احميد، إن التشكيلات المسلحة في ليبيا تحوّلت تدريجيًا من مجموعات ثورية إلى قوى أمر واقع خارجة عن الدولة، وأصبحت أقوى من الحكومات نفسها.
وأضاف احميد في تصريحات نقلتها وكالة سبوتنيك الروسية، أن هذه الجماعات انقلبت على نتائج انتخابات 2014، مؤكدا أن العديد من قادتها لا علاقة لهم بالثورة وتحولوا إلى مجرمين.
وشدد على عدم نجاح أي حل سياسي دون إنهاء وجود هذه الجماعات ونزع سلاحها، منوهًا بأن المليشيات هددت الناخبين خلال انتخابات يوليو 2012.
وأوضح احميد أن الحكومات المتعاقبة لم تواجه هذه التشكيلات بل تعاملت معها، ومنحتها شرعية وأموالًا وسلطة على مؤسسات الدولة.
وأشار إلى صدور قرارات دولية صريحة لحل هذه التشكيلات، إلا أن الأمم المتحدة لم تعمل على تنفيذها، مما ساهم في استمرار الفوضى.
وبيّن المحلل السياسي أن أن اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) أوصت بحل هذه الجماعات، لكن حكومة الدبيبة تجاهلت القرار وزادت من دعمها لها.
واعتبر أن انتشار السلاح يمنع إجراء أي انتخابات، مؤكدًا أن حكومة الدبيبة استعانت ببعض التشكيلات لمحاربة أخرى، مما أدى إلى استمرار الفوضى في طرابلس وغرب البلاد.
وطالب المحلل السياسي، الشارع الليبي بالضغط في هذا الاتجاه، لكن دورًا دوليًا حقيقيًا، خاصة من الولايات المتحدة وتركيا، يبقى أساسًا للنجاح، على حد تعبيره.
وفي السياق، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد من تصاعد العنف في طرابلس، حيث أدت الاشتباكات الدامية بين قوات حكومة الدبيبة والمجموعات المسلحة إلى مقتل عبد الغني الككلي وإغلاق مؤسسات حيوية في العاصمة، وسط تحذيرات دولية.