أفاد موفع أفريكا إنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي بأن خليفة حفتر استغل حالة عدم اليقين الأمريكية لتعزيز تحالفه مع موسكو.
وأوضح الموقع في تقرير له، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عزز من خلال نائب وزير دفاعه، تعاونه العسكري مع حفتر، وقد أدى ذلك إلى تسليم شحنات جديدة من المعدات العسكرية.
وأضاف التقرير أن فلاديمير بوتين، راعي خليفة حفتر، منذ عام 2019، منفتحٌ بشكلٍ متزايد على تعزيز العلاقة، وأجرى مسؤولون روس زياراتٍ عديدة لحفتر في بنغازي، خلال الأسابيع الأخيرة. إضافةً إلى ذلك، تلقّت قوات الأخير معداتٍ عسكريةً روسيةً جديدة، رغم حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011.
ويُعدُّ نائب وزير الدفاع الروسي، يونس يفكوروف، المهندس الرئيسي لهذه العلاقة، التي شُكِّلت تحديدًا مع أحد أبناء خليفة حفتر، خالد حفتر، المعين من قبل والده رئيسا لوحدات الأمن.
كان يفكوروف، الذي كان يرتاد مدرج مطار بنينا بانتظام، ضيف شرف العرض العسكري الكبير الذي نظمه حفتر احتفالًا بالذكرى الحادية عشرة لانطلاق ما يسمى بعملية الكرامة.
خالد حفتر قريبًا من نائب وزير الدفاع خلال زيارته، حيث جلس بجانبه في المنصة الرسمية التي جلس فيها أيضًا وزير الداخلية النيجيري، الجنرال محمد تومبا، ووزير الدفاع التشادي، إسحاق مروة. ثم دُعي يفكوروف لزيارة مباني المجمع العسكري، حيث استعرضت قوات حفتر استخدام برامج المحاكاة والتدريب التي قدمتها شركة لوجوس الروسية.
كان خالد حفتر دائمًا في الطليعة، حيث لعب دور المرشد للوفد الذي ضم أيضًا السفير الروسي في ليبيا، أيدر أغانين، وأعضاء من حكومة البرلمان، بمن فيهم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وأسامة حماد. أما صدام حفتر، فقد حرص على عدم الظهور بشكل كبير.
إمدادات المعدات الرئيسية
إلى جانب زيارات يفكوروف المنتظمة إلى بنغازي، أدى تعزيز العلاقات بين موسكو وحفتر إلى تسليم إمدادات عسكرية رئيسية. وقد عُرضت بعض هذه الإمدادات في العرض العسكري، بما في ذلك مركبات من إنتاج شركتي كاماز وشركة الصناعات العسكرية الروسية، ومركبات سبارتاك المدرعة، وبنادق إس في دي نصف آلية دقيقة، ونظام تور-إم2 الصاروخي للدفاع الجوي المتنقل. كما يمتلك قوات حفتر مروحية نقل ثقيلة من طراز مي-26 من شركة ميل الروسية.
ووفقا للتقرير، أُعيد التأكيد علنًا على التعاون بين خليفة حفتر وموسكو خلال زيارة قائد الأول إلى موسكو في 9 مايو الماضي، والتقى بوتين على هامش إحياء الذكرى الثمانين للانتصار على النازية الذي نظمه الرئيس الروسي.
كما التقى خليفة حفتر، وزير الدفاع أندريه بيلوسوف وأمين مجلس الأمن سيرجي شويغو، وناقش الرجال الثلاثة “سبل تعزيز التعاون العسكري وتنسيق الجهود بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك”، وفق بيان صادر عن قوات حفتر.
عامل ترامب
تُرسّخ موسكو حضورها في ليبيا أكثر فأكثر من خلال الحفاظ على وجود عسكري عبر “فيلق أفريقيا”، الذي حل محل شركة فاغنر العسكرية الخاصة في عملية إعادة تنظيم أشرف عليها يفكوروف مباشرةً.
ومنذ إعادة هذا التنظيم، حافظت روسيا على وجودها في شمال شرق ليبيا وفي فزان بقاعدة الجفرة العسكرية. ويُعد جنوب ليبيا منطقة استراتيجية بالغة الأهمية، إذ تُعدّ المنطقة أساسية لضمان نقل رجالها ومعداتها إلى مناطق العمليات في منطقة الساحل.
وفي حين أصرت إدارة بايدن السابقة على طلب انسحاب القوات الروسية من ليبيا، إلا أن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ألقى بظلال من الشك على الطموحات السياسية الأمريكية في المنطقة.
وخلال فترة ولايته السابقة (2017-2021)، أهمل ترامب المصالح الأمريكية في ليبيا، مما مهد الطريق لتدخل تركيا وروسيا. مع ذلك، حظي خليفة حفتر بتأييد الرئيس الأمريكي عام 2019، حيث أشاد ترامب بـ”حربه على الإرهاب”.
ويسعى خليفة حفتر إلى ضمان استقلاليته مع الحفاظ على التوازن بين موسكو وواشنطن، وهذا ما دفع ابنيه الآخرين، صدام وبلقاسم حفتر، إلى زيارة واشنطن في أبريل الماضي. استُقبل الأول في وزارة الخارجية لأول مرة، حيث تحدث مع مستشاره للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، مما عزز علاقاته مع الإدارة الأمريكية.