أفاد موقع أفريكا إنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي بأنه تم تعليق دفعات استيراد الوقود، مؤكدا أن الوضع مهدد بالتفاقم، في حين لم يتوصل مصرف ليبيا المركزي بعد إلى اتفاق مع اللجنة المعنية بآلية تمويل جديدة.

وأوضح الموقع في تقرير له، أنه مع التوتير الشديد بالعاصمة، قد يؤدي نقص الوقود إلى تجدد الاضطرابات في طرابلس.

وأضاف أنه على الرغم من أن مؤسسة النفط، التي يرأسها مسعود سليمان مؤقتًا، قد واصلت استيراد الوقود لتلبية احتياجات البلاد، إلا أنها لم تسدد فواتيرها التي تتراكم باستمرار.

وفي الوقت نفسه، لا يزال التجار ينتظرون سداد مستحقاتهم عن عمليات التسليم التي قاموا بها قبل شهرين، ووفقًا لوكالة بلومبرج الإخبارية، تبلغ فواتيرهم غير المدفوعة مليار دولار.

في مارس، وبقرار من النائب العام الصديق الصور، علقت مؤسسة النفط نظام المقايضة، الذي يسمح بتبادل السفن التي تحمل النفط الخام بسفن تنقل الوقود المستورد، وقد أطلقت المؤسسة هذا النظام في عام 2021 لإعطائها مجالًا للمناورة مع المصرف المركزي الذي كان سيمنحها الأموال.

غياب الاتفاق

كان من المفترض أن تتوصل مؤسسة النفط إلى اتفاق مع المركزي، إلا أن الأخير لم يقدّم المبلغ اللازم لسداد وارداتها، ووفقًا لتقرير المصرف لشهر أبريل، فإن سداد فواتير الواردات يقع على عاتق المؤسسة النفطية.

مع أن الطرفين كانا سيضعان آلية تمويل جديدة على وجه السرعة، وستُحدّد لجنة مؤلفة من وزير المالية، وديوان المحاسبة، والمصرف المركزي، ومؤسسة النفط، طريقة دفع بديلة.

علاوة على ذلك، لا تزال هناك مسألة عالقة: أين تذهب إيرادات بيع الوقود الذي تستورده مؤسسة النفط وتوزعه شركة البريقة للنفط التابعة لها؟ وفقًا لتقريرها، لم تتلقَّ شركة النفط الليبية أي إيرادات من مبيعات الوقود في السوق المحلية منذ يناير.

في العام الماضي، بلغت هذه الإيرادات 152 مليون دينار (ما يقارب 28 مليون دولار أمريكي)، وكان هناك بالفعل تناقض بين قيمة فاتورة الاستيراد وقيمة إيرادات المبيعات.

خطر نقص الوقود

وتعتمد ليبيا على الواردات لتوفير منتجاتها النفطية المكررة، إذ لا يوجد بها سوى مصفاتين عاملتين، ومع تجدد الاشتباكات المسلحة في طرابلس منتصف مايو، أصبح الإنتاج المحلي من المنتجات المكررة معرضًا لخطر التأثر.

وهددت قبائل الزاوية، التي تدعم ميليشيا الردع في صراعها على السلطة ضد قوات رئيس عبد الحميد الدبيبة، بإغلاق المصفاة. وتُعد المصفاة الأكبر في البلاد، حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية 120 ألف برميل يوميًا.

في 24 مايو، اضطرت مصفاة الزاوية إلى إغلاق أحد خطوط أنابيبها الذي تأثر بتسرب نفطي من أحد الأنابيب القادمة من حقل الحمادة، ولم يُحدد سبب الحادث بعد.

Shares: