أفادت وكالة نوفا الإيطالية بأن روسيا تسعى لنصب أنظمة صواريخ في قاعدة سبها العسكرية بالجنوب الليبي والخاضعة لسيطرة مليشيات خليفة حفتر، من أجل توجيهها نحو أوروبا.

ونقلت الوكالة في تقرير لها، عن مصدر مطلع قوله إن الخطة وصلت إلى مرحلة متقدمة، لا سيما أن سبها، الواقعة جنوب ليبيا على بُعد حوالي 900 كيلومتر من طرابلس وأكثر بقليل من 1000 كيلومتر من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، نقطة استراتيجية مثالية لضرب أهداف أوروبية بصواريخ متوسطة وطويلة المدى.

وأشار التقرير إلى الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس في 12 مايو الجاري بعد تصفية عبد الغني الككلي، المعروف باسم “غنيوة”، قائد “جهاز دعم الاستقرار” في طرابلس على يد عناصر اللواء 444 بإمرة محمود حمزة.

وأضاف أن الواقعة أشعلت شرارة أسوأ موجة عنف في العاصمة طرابلس خلال السنوات الأخيرة، مما أتاح لحفتر فرصة تحييد جميع الميليشيات المتنافسة، والتقدم نحو طرابلس، والسيطرة على كامل البلاد.

وقال المصدر المطلع: يتقدم حفتر، برفقة ابنه صدام، ببطء نحو طرابلس لهزيمة الميليشيات المدافعة عن العاصمة، واعتقال الدبيبة أو نفيه، ربما إلى إسطنبول، والاستيلاء على كامل ليبيا.

ووفقًا للمصدر، فإن الروس سيُضفون الشرعية على تقدم حفتر ويدعمونه، مما يسمح له بتوسيع قاعدة سبها بشكل أكبر بالتعاون مع بيلاروسيا، حيث إن الهدف الحقيقي لبوتين والأجهزة الروسية هو نصب صواريخ في قاعدة سبها وتوجيهها نحو أوروبا.

وأوضح التقرير أنه إذا نشرت روسيا بالفعل صواريخ متوسطة المدى في فزان، فيمكن حماية المنحدرات بأنظمة دفاع جوي تستخدمها قوات حفتر بالفعل، مثل نظام Tor-M1 الروسي، الذي عُرض مؤخرًا خلال العرض العسكري في بنغازي.

ويُعد نظام Tor-M1 نظامًا صاروخيًا أرض-جو متطورًا للغاية، قادرًا على اعتراض وتحييد صواريخ العدو وطائراته المسيرة وطائراته التي تحلق على ارتفاع منخفض، مما يضمن تغطية دفاعية فعالة للمواقع الاستراتيجية.

ونقلت الوكالة الإيطالية عن مصدر ثانٍ مطلع على الحقائق أيضًا، جانبًا آخر من اللغز الجيوسياسي، حيث قال: ستحظى خطة الولايات المتحدة أيضًا بتأييد تركيا، وستتضمن الاتفاقية نقل مليون فلسطيني من غزة إلى ليبيا عبر آلاف الرحلات الجوية وعشرات السفن، وستكون معقدة للغاية من الناحية اللوجستية.

ويبلغ عدد سكان ليبيا حاليا نحو 7.3 مليون نسمة، وتستضيف بالفعل – وفقا لبيانات المنظمة الدولية للهجرة – أكثر من 800 ألف مهاجر.

ومع ذلك، يضيف المصدر: حفتر بادر بالفعل بمنح الجنسية للفلسطينيين المُهجّرين، مما يضمن له حرية التصرف في إدارة موارد النفط والسلطة، ويمكن بدلاً من ذلك نقل جزء آخر من الفلسطينيين في غزة، حوالي 800 ألف، إلى سوريا، بفضل اتفاق بين ترامب وأحمد الشرع.

ووافق الشرع، بحسب التقرير، على وصول الفلسطينيين، وضمن لهم الجنسية؛ علاوة على ذلك، حصل ترامب على أن تنتزع الحكومة السورية من الروس القاعدة العسكرية في اللاذقية، التي ستصبح ميناءً تجارياً تسيطر عليه الولايات المتحدة وسوريا.

ووفقاً لمصدر عربي اتصلت به “وكالة نوفا”، فإن خطة نقل السكان الفلسطينيين من غزة ستحظى أيضاً بتأييد المملكة العربية السعودية، المهتمة بالاستثمارات العقارية المستقبلية في القطاع ورواسب النفط المحتملة في سواحلها.

وبحسب المصدر الأول المقرب من الملف الذي قابلته “نوفا”، فإن ما بين 1500 و2000 جندي من قوات حفتر يتلقون التدريب حاليًا من قبل الأتراك الذين وافقوا – من بين أمور أخرى – على بيع طائرات مسلحة بدون طيار إلى بنغازي لاستخدامها ضد ميليشيات طرابلس.

وتفيد التقارير بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى الآن إلى توسيع نفوذه في شرق ليبيا، المنطقة الغنية بالموارد والقريبة جغرافيًا من تركيا، عبر حوض شرق البحر الأبيض المتوسط.

وتأتي هذه الخطوة استجابةً لرغبة أنقرة في فتح الباب أمام استكشاف الطاقة في المياه والأراضي التي تسيطر عليها السلطات الشرقية، التي ما زالت مترددة في تطبيق بروتوكولات الاتفاقية البحرية الموقعة مع طرابلس عام 2019.

ولم تتخلَّ أنقرة رسميًا عن الدبيبة بعد، لكنها مستعدة، بحسب التقارير، لاستقباله في حال سقوط الحكومة، حيث تلعب تركيا على عدة طاولات، على سبيل المثال الحفاظ على علاقات تجارية وثيقة مع إيران، ولا تنوي عرقلة الاتفاقيات المبرمة مع فلاديمير بوتين، والتي يبدو أن الولايات المتحدة تؤيدها، وفقا للمصدر.

Shares: