أفاد موفع أفريكا إنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي بأن ميليشيا الردع بإمرة عبد الرؤوف كارة تُحافظ على مواقعها في طرابلس، وتحثّ السكان على التظاهر للمطالبة باستقالة عبد الحميد الدبيبة، لكن تحالفاتها مع الجماعات المسلحة الأخرى في العاصمة آخذة في التفكك.

وأوضح الموقع في تقرير له، أن الأمن لا يزال هشًا في طرابلس، حيث تضع ميليشيا الردع نفسها الآن كمنافس رئيسي للقوات الداعمة للدبيبة، الذي كان قد خطط لحلها قبل أسبوعين.

وأضاف أن الردع تحافظ على مواقعها تحت تهديد هجوم جديد ضد معاقلها في طرابلس على الرغم من وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه في 15 مايو.

واسترسل بأن قبضة الميليشيا على حي سوق الجمعة المكتظ بالسكان في شرق المدينة تجعل أي هجوم محفوفًا بالمخاطر للغاية، كما تحتفظ الردع بالسيطرة الاستراتيجية على مطار معيتيقة التجاري والعسكري في هذه المنطقة.

وذكر التقرير أن عناصر الردع يحظون بالفعل بدعم أهالي سوق الجمعة، ويحاولون أيضًا حشد دعم أوسع بين السكان لتأمين رحيل الدبيبة، وقد بذلت الميليشيا جهدًا كبيرًا في مظاهرة كبيرة نظمتها في 23 مايو بساحة الشهداء بطرابلس، حيث تجمع أكثر من 2000 شخص للمطالبة باستقالة الدبيبة وإجراء انتخابات رئاسية.

ووفقا للموقع الفرنسي، تستعد الردع أيضًا لتنظيم احتجاج آخر بنفس الأهداف اليوم الجمعة 30 مايو، وهي تعلم أن مثل هذه المظاهرات تخضع لمراقبة دقيقة من السفارات الأجنبية وأن أي حوادث من شأنها أن تسيء إلى سلطة الدبيبة.

تحالفات متقلبة
وتابع التقرير بأنه في الوقت نفسه، تظل قوات الردع في حالة تأهب قصوى، استعدادًا لهجوم آخر، موضحا أنهم يخشون أن يواجهوا نفس مصير ميليشيا غنيوة، التي رسخت نفسها كواحدة من أقوى الميليشيات في طرابلس.

وأشار إلى تصفية قائدها عبد الغني الككلي في 12 مايو في العاصمة، حتى أن مقره في أبو سليم تعرض للاقتحام من قبل اللواء 444 بإمرة محمود حمزة، التابع لحكومة الدبيبة، و111 بقيادة عبد السلام الزوبي، بالإضافة إلى القوة المشتركة لمصراتة، حيث تدعم الكيانات الثلاثة الدبيبة، وهو نفسه من مواليد مصراتة.

وبين التقرير أن هذه الميليشيات كانت تأمل أيضًا في القضاء على الردع بسرعة، لكنها تمكنت من صد هجومهم في 13 مايو، وتحولت العملية التي قادتها اللواء 444 إلى اشتباك كبير، حيث حصلت الردع على دعم من فصائل مختلفة من مقاتلي الزنتان بقيادة أسامة الجويلي، وقوات الزاوية للأخوين علي وحسن بوزريبة، وقوات من قبيلة ورشفانة التي تنحدر من منطقة غرب طرابلس.

واستدرك التقرير بأن هذه التحالفات لا تزال متقلبة للغاية؛ حيث ضعف مؤيدو الردع بسبب جهود الدبيبة لعزلها عن طريق شراء حلفائها، فكان أول من غير ولاءه هو معمر الضاوي، قائد قوة من قبيلة ورشفانة الذي غير ولاءه وتجمع خلف عبد الحميد الدبيبة بعد اجتماعه مع إبراهيم الدبيبة، في 26 مايو.

اليد الخفية لحفتر
لا يزال الصراع محصورًا في العاصمة، ولكن في المنطقة الشرقية يمكن للردع الاعتماد على دعم الحركة الدينية المدخلية التي تنتمي إليها والتي لديها أعضاء في برقة. بالإضافة إلى ذلك، استفادت الردع خلال هجومها المضاد من مساعدة حليف مفاجئ في شكل هيثم التاجوري، زعيم ميليشيا كتيبة ثوار طرابلس السابقة.

كان التاجوري قد اختفى من المشهد الطرابلسي بعد أن غيّر ولاءه قبل بضع سنوات إلى مليشيات حفتر، كما استغل الأخير الصراعات في طرابلس للتنديد بعدم شرعية حكومة الدبيبة في وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرته ودعم الردع.

Shares: