أكد مدير إدارة النظم الجغرافية في وزارة البيئة بحكومة البرلمان فارس فتحي، تزايد عدد الحرائق التي تندلع ليلا، كما حدث في مناطق مثل شحات ووادي الكوف، مرجعاً السبب إلى تدخل بشري، سواء عن عمد أو نتيجة إهمال جسيم.

وقال فتحي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الليبية “وال” في البيضاء، إن ظاهرة الحرائق تعد من أخطر التهديدات البيئية في ليبيا، حيث تؤدي إلى تدمير المواطن الطبيعية للحياة البرية، وتحدث أضرارا اقتصادية مباشرة على المجتمعات المحلية التي تعتمد على موارد الغابة في الزراعة والرعي والسياحة البيئية.

وأضاف أن حرائق الغابات تنقسم إلى نوعين رئيسيين، الأول ناتج عن عوامل طبيعية مثل العواصف، وارتفاع درجات الحرارة، وسرعة الرياح، والثاني وهو الأكثر شيوعا، بسبب النشاط البشري، سواء عبر الإشعال المتعمد أو الإهمال في استخدام النيران، مثل التخلص غير الآمن من أعقاب السجائر أو إشعال النيران المفتوحة دون رقابة.

وأفاد بأن بيانات وزارة البيئة تفيد بأن الحرائق الناتجة عن الأسباب الطبيعية غالبا ما تندلع خلال ساعات الظهيرة بسبب حرارة الشمس المرتفعة التي تؤدي إلى تبخر المركبات العضوية من النباتات، مما يسهل اشتعالها.

وذكر أن الرياح الجنوبية الجافة المعروفة بـ”القبلي”، التي تجاوزت سرعتها 40 كيلو مترا في الساعة، ساهمت في انتشار ألسنة اللهب بسرعة كبيرة، مما صعّب عمليات الإطفاء، وهدد بمزيد من التوسع في رقعة الحريق.

وأوضح أن التكرار السنوي لهذه الحرائق يستدعي تحركا عاجلا من الجهات المختصة، لتعزيز إجراءات الوقاية، وتطبيق خطط طوارئ فعالة لحماية الغابات، وضمان سلامة التنوع البيولوجي في ليبيا.

من جهته، قال رئيس لجنة متابعة الزراعة بمجلس النواب سعيد اسباقه، إن حرائق الغابات في المنطقة الشرقية لم تعد مجرد وقائع عرضية، بل تحولت إلى كارثة بيئية متكررة تهدد الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي في البلاد.

واقترح اسباقه إنشاء مطار متخصص لمكافحة الحرائق في نطاق مدن الجبل الأخضر، نظرًا لتكرار هذه الكوارث سنويًا وغياب وسائل الاستجابة السريعة، موضحًا أن ليبيا حتى الآن لا تمتلك طائرة واحدة مخصصة لإطفاء الحرائق.

واندلعت حرائق في مرتفعات الجبل الأخضر بمدينة البيضاء وضواحيها، تزامنًا مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، ما زاد من صعوبة السيطرة على الوضع، وفق مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء.

Shares: