يرى المحلل السياسي عصام الزبير، أن الاشتباكات المسلحة التي تشهدها العاصمة طرابلس لا تقتصر على الصراع الظاهري الدائر حاليًا، بل تحمل في طياتها أهدافًا أبعد وتخدم أجندة معينة تسعى أطراف نافذة لتحقيقها على المدى الطويل.

وفي تصريحات تلفزيونية أدلى بها لقناة “ليبيا الأحرار”، أعرب الزبير عن اعتقاده بأن صوت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بات غير مسموع لدى الأطراف المتصارعة على الأرض.

وأشار إلى أن الجهود التي تبذلها البعثة للم شمل الليبيين وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء لم تسفر حتى الآن عن أي نتائج ملموسة على أرض الواقع.

وحذر الزبير من أن حكومة عبد الحميد الدبيبة، وبعد هذه الجولة من الاشتباكات، ستتجه نحو تعزيز سلطتها وتوجيه “ديكتاتورية” ممنهجة نحو مؤيديها بهدف ترسيخ نفوذها.

وفي سياق متصل، طالب الزبير حكومة الدبيبة بالتركيز على معالجة ملف الفساد المستشري داخل وزارتها وإجراء إصلاحات جذرية تضمن الشفافية والمساءلة.

وحمّل المحلل السياسي حكومة الدبيبة المسؤولية المباشرة عن التردي الخطير في الأوضاع الأمنية وتصاعد موجة الاشتباكات المسلحة التي تعصف بالعاصمة طرابلس.

وتساءل عن دور ومسؤولية ما يعرف بـ”جهاز الأمن الداخلي” في المنطقة الغربية، وعن الجهة التي تتبع لها فعليًا الجماعات المسلحة التي تتسبب في زعزعة الاستقرار وترويع المدنيين.

وأوضح الزبير أن سكان طرابلس أصبحوا الضحية الأبرز للتحالفات المشبوهة التي تجمع بين بعض المجموعات المسلحة المتنفذة، وللصراعات الداخلية بين هذه المجموعات التي تسعى لفرض سيطرتها وتوسيع نفوذها على حساب أمن واستقرار العاصمة ومواطنيها.

وانتقد الزبير بشدة الغياب التام لدور رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، بصفته القائد الأعلى لـ “القوات المسلحة”، في احتواء هذه الاشتباكات وتهدئة الأوضاع المتوترة.

وأعرب عن دهشته واستغرابه من ممارسات حكومة الدبيبة التي وصفها بـ “المتناقضة”، حيث تقوم بمحاربة بعض الجماعات المسلحة التي تقوم في الوقت ذاته بتمويلها والتعامل معها لتحقيق مصالحها.

وفي ختام تصريحاته، جدد عصام الزبير تأكيده أن ما يحدث في طرابلس يتجاوز بكثير مجرد اشتباكات مرحلية عابرة، مشيرًا إلى وجود أهداف معينة تسعى أطراف فاعلة لتحقيقها من وراء هذه الأحداث، أهداف قد تكون بعيدة تمامًا عن الصورة الظاهرة للصراع الدائر على الأرض.

وشهد العاصمة طرابلس تصاعدا لافتا في وتيرة الاشتباكات المسلحة، بين قوات تابعة لحكومة الدبيبة وعناصر من مليشيات مسلحة وسط تحذيرات محلية ودولية من تداعيات خطيرة على المدنيين والسلم الاجتماعي.

Shares: