أفاد موقع أفريكا إنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي يفيد بأن عبد الحميد الدبيبة متورط في فضيحة صفقة نفطية من خلال شركة أركنو أويل.
وأوضح الموقع في تقرير له، أن الدبيبة يواجه تحقيقًا عامًا بشأن عقد مُنح لشركة أركنو أويل بالمخالفة، حيث يركز التحقيق على صفقة مُبرمة بين أركنو ومؤسسة النفط المملوكة للدولة، وتشمل شركة إس إل بي متعددة الجنسيات.
وأضاف أن قضية أركنو للنفط تتحول إلى فضيحة دولة يشارك فيها عبد الحميد الدبيبة، بشكل مباشر، مبينا أن عقد الشركة مع مؤسسة النفط يخضع للتحقيق الآن من قبل ديوان المحاسبة، الذي يرأسه خالد شكشك.
واستجوب شكشك، الدبيبة ورئيس مؤسسة النفط مسعود سليمان ووزير النفط خليفة عبد الصادق في اجتماع حضره عدد كبير من الأشخاص في 30 أبريل في مكاتب المؤسسة بطرابلس، وفقا للتقرير.
وجرى نقاش حول عقود مؤسسة النفط وشركة أركنو، وتقرر تشكيل لجنة لفحص العقد، من المتوقع أن تقدم اللجنة نتائجها في غضون الأسبوعين المقبلين.
ذعرٌ من السلاح
أثارت كشوفات “أفريكا إنتليجنس” عن الصلات بين أركنو وعشيرة الدبيبة حالةً من الذعر في محيط الآخير، فقبل أسابيع قليلة من بدء ديوان المحاسبة النظر في القضية، طلب عبد الحميد تعليق عقد الشركة مع الخليج العربي للنفط التابعة لمؤسسة النفط.
وكان الدبيبة قد دعا إلى اجتماع طارئ مع سليمان لمراجعة شروط العقد بهدف إنهائه، وقد شكّل الآخير لجنةً داخلية للنظر في سبل إلغاء العقد، لكن اللجنة، التي أشارت إلى تناقضات في الاتفاقية بين أركنو ومؤسسة النفط، تلقت لاحقًا تعليمات من مكتب الدبيبة باستمرار العقد.
في مقابل عقد إنتاجها لحقول شركة الخليج العربي للنفط، وعدت شركة أركنو باستثمار مليار دولار، وذلك بفضل قرض من مصرف ليبي، والأهم أنها تعاونت مع شريك رئيسي، وهو مزود خدمات النفط الأمريكي SLB، والذي عمل كضامن فني لعقد خدمات إنتاج متكاملة لمدة لا تقل عن ثماني سنوات.
وتقول شركة SLB إن هذه الشراكة تشمل “نطاقًا لأكثر من 150 بئرًا، مع إعادة تنشيط الآبار المغلقة، وحفر آبار إعادة الدخول، وتحديث المرافق السطحية الحالية”.
ولم تُعيق الاضطرابات المحيطة بالقضية أنشطة SLB على الأرض، فعلى الرغم من الإعلان عن تعليق مبيعات نفط شركة أركنو، يواصل مهندسو SLB عملهم في حقل سرير، وقد أكملوا قبل بضعة أيام تشغيل مضخة معالجة المياه.
عقد غامض
يُعد عقد مؤسسة النفط مع شركة أركنو مثيرًا للجدل إلى حد كبير، حيث إنها المرة الأولى التي تصدر فيها شركة ليبية خاصة النفط، وبصرف النظر عن حصة الإنتاج من الشركات الأجنبية الكبرى في المشاريع المشتركة مع مؤسسة النفط، فقد تم تحويل جميع عائدات النفط المستغلة من قبل المؤسسة سابقًا إلى المصرف الليبي الخارجي.
وأكدت مؤسسة النفط لأفريقيا إنتليجنس أنها سمحت لشركة أركنو ببيع النفط، ولكن لم يتم تحديد نسبة حصتها من الإنتاج والمبيعات بعد، وتزعم المؤسسة أن أركنو حصلت على حصة 25٪ من الإنتاج من شركة الخليج العربي للنفط ومقرها بنغازي، بنسبة استرداد تكلفة تبلغ 40٪. لكن التحقيق يسعى أيضًا إلى تسليط الضوء على الكمية الفعلية لإنتاج النفط الذي حصلت عليه أركنو.
كانت شركة الخليج العربي للنفط تنتج حوالي 304,000 برميل من النفط الخام يوميًا في ينايرـ وبالتالي، تمكنت أركنو من الحصول على عدة ملايين من الدولارات من بيع هذا النفط، مما يعني خسارة في الإيرادات للدولة.
ووفقًا لوثيقة اطلعت عليها أفريكا إنتليجنس، أبلغ مسعود سليمان، الذي كان نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط في ذلك الوقت، شركة الخليج في 25 مايو 2023 أن المؤسسة قبلت عرض أركنو للاستثمار في حقول الطهارة NC4 ولطيف 59 وNC129.
وطلب سليمان التفاوض معهم ثم تقديم تقرير نهائي إلى أعضاء مجلس إدارة المؤسسة للموافقة النهائية، ولكن لم يتم إنشاء شركة أركنو في بنغازي إلا قبل شهر واحد، في أبريل 2023.
تتفق العشائر
ويرأس شركة أركنو منير أبو بكر المسلاتي، ويشغل طارق البكوش ورضوان بن سعود، المديران التنفيذيان السابقان لشركة الخليج، منصب نائبه ورئيس العمليات والإنتاج على التوالي.
ولا يزال هيكل ملكية الشركة غير معروف، لكن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة تقول إن أركنو تعمل تحت غطاء عشيرة حفتر.
ويقع المقر الرئيسي للشركة في بنغازي، معقل خليفة حفتر، لكن الشركة مرتبطة أيضًا بعشيرة الدبيبة، التي ساعد أقاربها في إنشاء شركة تابعة في لندن في سبتمبر الماضي تسمى شركة أركنو للنفط المحدودة، وقد شارك في إدارة هذه الشركة حتى يناير سامي أبو سدرة، الذي ينحدر من عائلة مقربة من عشيرة الدبيبة.