تناول موقع أفريكا إنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي الفساد في تعيينات السفارات والقنصليات بالخارج، موضحا أنها عبارة عن مكاتب وهمية.
وأضاف الموقع في تقرير له، أنه رغم قرار الدبيبة بتجميد عمل بعضها، إلا أن القائمين بالأعمال والسفراء باقون في مناصبهم لأجل غير مسمى.
وأفاد بأنه عُرض على محمد حمودة المتحدث الرسمي باسم حكومة الدبيبة منذ فترة طويلة، رئاسة القنصلية الليبية في مرسيليا، التي انتقل إليها مطلع مايو.
وذكر أن المنصب ظل شاغرًا منذ فرار سمير الطويل، الذي حُكم عليه بفرنسا في 30 أبريل بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ بتهمة الفساد السلبي في عقد تجديد مبنى.
ووفقا للتقرير، يتناقض رد فعل حكومة الدبيبة مع الوضع في باريس، حيث اضطر السفير خالد كاجيجي إلى المغادرة في فبراير إثر خلاف مع ملحق الشؤون المالية.
لم يستقر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي – وهو سفير سابق في أثينا – وعبد الحميد الدبيبة، على بديل قادر على الدفاع عن مصالح ليبيا في فرنسا، وهي دولة ذات أهمية خاصة بالنسبة لهما.
ومنذ ذلك الحين، يرأس القائم بالأعمال مراد حميمة، سفارةً تقتصر مهمتها على إصدار التأشيرات النادرة، وقد طرح المجلس الرئاسي عددًا من الأسماء لخلافة كاجيجي، لكن لم يحظَ أيٌّ منها بتأييد الدبيبة، وهي نقطة خلاف منذ عام 2021.
تعيينات معلقة من لندن إلى بكين
في بلجيكا ولوكسمبورغ، تولى سفير ليبيا لدى الاتحاد الأوروبي جلال العاشي، مهام منصبه منذ الفضيحة التي تورطت فيها السفيرة السابقة آمال الجراري، التي حُكم عليها بالسجن سبع سنوات في يونيو 2024 بتهمة الاختلاس.
وبدأ القضاء الليبي تحقيقًا بعد بلاغ من السلطات البلجيكية عن تحويلات مالية مشبوهة إلى شركة تابعة لابن الدبلوماسي، وأوقفت هيئة الرقابة الإدارية الدبلوماسي عن العمل في أغسطس 2023.
ويتكرر نفس التسويف في لندن، حيث يرأس القائم بالأعمال خالد جويدة السفارة منذ إجبار السفير صلاح مرحال على المغادرة مطلع عام 2023، ويُعتقد أنه قريب من الدبيبة، وقد غادر العاصمة الإنجليزية بناءً على طلب السلطات البريطانية.
من ناحية أخرى، لا تزال بكين تنتظر من طرابلس إرسال سفير بالشكل المطلوب، إذ يمثل الدبلوماسي خالد السايح ليبيا منذ عدة سنوات كمجرد قائم بالأعمال، في غضون ذلك، يتولى محمد المغراوي مسؤولية سفارة موسكو منذ عام 2021.
نهاية حقبة في أفريقيا
في الولايات المتحدة، تشغل وفاء بوقعيقيص منصبها منذ عام 2015 – قائمة بالأعمال في البداية، ثم أصبحت سفيرة في 2017، وقد جعلت من السفارة ملكًا لها، متحديةً معارضة وزيرة الخارجية السابقة نجلاء المنقوش، التي حاولت استبدالها في عام 2021، ثم أوقفتها عن العمل عندما رفضت مغادرة المنصب.
بعد بضعة أشهر، دفعت الوزيرة ثمن محادثاتها السرية مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، ولم يكن أمام الدبيبة، الذي وافق على الاجتماع، خيار سوى إيقافها عن العمل، ومنذ ذلك الحين، تولى الطاهر الباعور منصب وزير الخارجية بالإنابة.
في 30 أبريل، قرر الدبيبة إغلاق ما لا يقل عن 25 سفارة حول العالم، بما في ذلك الموجودة في تشيلي والفاتيكان وفيتنام، ومعظم السفارات المتبقية (بنين، بوتسوانا، غينيا، لوسوتو، ناميبيا، وتوغو) تقع في أفريقيا.