أكدت الكاتبة الليبية ياسمين الشيباني أن ليبيا تعيش حقبة سيئة على جميع المستويات ما بين الخطف والقتل في غياب العقيد الراحل معمر القذافي، متوقعة أن يكون القادم أسوأ.
واستنكرت الشيباني في مقال نشرته صحيفة “رأي اليوم” اللندنية، واقعة خطف وسجن ضابط الأمن السابق أبوعجيلة المريمي من بيته في ليبيا بتهمة ضلوعه في قضية لوكربي التي سويت وأسدل الستار عليها وسلم لأمريكا، وتصفية العميد علي الرياني.
وقالت إن هذا ما تراه الغرب والصهيونية العالمية من مشروع ما يسمي بثورات الربيع العربي، أن تصبح دول بعينها يتلاعبون بها وفيها بدون رقيب ولا حسيب، كما يحدث في ليبيا اليوم.
وأضافت أن ليبيا العصية المنيعة لم تعد كذلك، ليبيا التي كانت في عهدة رجل عربي لا يخاف في الحق لومة لائم، ليبيا لم يعد فيها رجل كالقذافي الذي حاول بكل الطرق أن يدافع عن أمه خانته بسبب حكام عملاء ديوثين.
وأكدت أن العقيد الراحل حاول توحيد الصف والدفاع عن القضية، فخذلوه بل واتهموه بالجنون، فحاول الدفاع الدفاع عن وضع أمة بإنشاء اتحاد أفريقي ليكون تكتلا عربيا أفريقيا قويا، فسخر منه العرب الذين يتهافتون اليوم للقيام بشيء مثله ولكن هيهات.
وتابعت الشيباني قائلة: ليبيا اليوم في غياب القذافي أصبحت القواعد منتشرة شرقا وغربا وجنوبا، ومع هذا الانكسار لازال الفبراريون يعتقدون أنهم رجال وأبطال، حرروا ليبيا من الدكتاتور، ولكنهم باعوها للطامعين وجعلوا منها بلدا لمرتزقة العالم.
وذكرت أن ليبيا أصبحت بلدا يسرح فيه كل من هب ودب، وتكاثر فيها المتأسلمون بل هم من يلعبون لعبه الأداة لكل الأجندات، موضحة أنها تعيش الآن ما بين اغتيالات وخطف لصالح دول مثل أمريكا التي كانت وراء خطف أبوعجيلة المريمي.
وبينت أن العملاء الذين باعوا ليبيا بالرخيص من أجل المال والسلطة الزائفة، أصبحوا بيادق متحركة في يد الاستخبارات الأمريكية والفرنسية والإنجليزية، وتآمر العملاء إما بتسليهم كما حدث مع أبوعجيلة أو تصفيتهم مثل الرياني.
وكشفت أن حكومة الدبيبة أعطت أوامر بالقبض على الرياني وتسليمه لاستخبارات الإيطالية بشأن قضية لامبيدوزا عام 1986 والتي نفذت فيها المدفعية والصواريخ بالقوات المسلحة الليبية ضربة صاروخية جريئة لمحطة الملاحة LORAN التابعة لخفر السواحل الأمريكي في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وجاءت الضربة الصاروخية ردا على عملية الألدورادو كانيون الأمريكية (الغارة الأمريكية على ليبيا)، لذلك دمروا ليبيا وجعلوا منه بلد يتطاول عليها الأوباش من كل حدب وصوب.
وتابعت الشيباني قائلة: أبوعجيلة المريمي وعلي الرياني، كانوا رجالا وأبطالا في زمن الرجولة التي يبدو أنها انتهت صلاحيتها في ليبيا، ما حدث لهم سيكون وصمة عار لكل الليبيين إينما كانوا.
وواصلت: ليبيا البلد الذي كان على رأسه رجل يعرف معنى الوطنية والانتماء والندية، رجل تخلص منه الغرب لأنه كان غصة في حلقوهم لأنهم لن يستطيعوا التقدم والاستحواذ على المنطقة في وجوده.
وأكملت: اليوم تمكنوا من كل شيء، ومؤامرتهم الممنهجة تسير كما يريدون، الكل يركض لأمريكا والصهيونية الرابح الأوحد في كل شيء.
وختمت قائلة: معمر القدافي الشهيد الصائم رحمه الله والرجال الأفذاذ الذين كانوا معه، لم يكونوا إلا مثالا للشجاعة والانتماء والانتصار لكرامة الليبيين، فكان خط الموت في خليج سرت ردا على عنجهية الأمريكان.