نقلت صحيفة النهار اللبنانية عن محلليين سياسيين قولهم إن حشد خليفة حفتر قواته في مناطق شرق ليبيا وجنوبها، بالقرب من خطوط التماس مع خصومه في الغرب الليبي، يحمل رسالة تهديد لأنصار الدكتور سيف الإسلام القذافي.
وأفادت الصحيفة في تقرير لها، بأن التحرّكات العسكرية التي نفّذتها مليشيات حفتر تحمل رسائل محلية ودولية، حيث بدت أشبه بـ”استعراض قوة”، وسط تصاعد التوتر السياسي داخلياً، وتطورات متسارعة على المستويين الدولي والإقليمي.
تفقّد حفتر أخيرا، أعمال إنشاء مدينة عسكرية قرب مناطق التماس التي حدّدها اتفاق وقف إطلاق النار الموقع أواخر عام 2020، واطلع على المراحل المتقدمة من المشروع، ومستوى إنجاز البنية التحتية والمرافق الإدارية.
وتقع المدينة العسكرية الجديدة غربي مدينة بنغازي، على مساحة خمسة آلاف هكتار، وتُعد الأكبر في ليبيا، وستضم مناطق تدريب على مختلف أنواع الأسلحة، ومنشآت لتدريس العلوم الأمنية، وميناءً بحرياً عسكرياً على ساحل المتوسط، ومطاراً عسكرياً، إلى جانب منشآت إدارية.
ووفقا للتقرير، نفذت مليشيات حفتر عملية إعادة انتشار في الجنوب الليبي، على خلفية أنباء عن توترات أمنية مرتبطة بتحركات أنصار سيف الإسلام القذافي.
تحذيرات أممية
وجاء هذا النشاط العسكري في وقت حذرت فيه المبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه، خلال إحاطتها الأولى أمام مجلس الأمن، من أن الوضع الأمني في ليبيا لا يزال متقلباً في ظل استمرار التحشيد العسكري، رغم استمرار اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت إن عمليات تعزيز وإعادة هيكلة قوات حفتر في الجنوب “تغذي التوترات”، مؤكدة أن اشتباكات اندلعت أخيراً في منطقة القطرون أدّت إلى خسائر بشرية، وشددت على أن الوضع الأمني في ليبيا سيبقى هشاً ما لم تتوفر الإرادة السياسية لتوحيد القوات العسكرية والأمنية.
رسائل مزدوجة
ويرى المحلل السياسي حمد عز الدين الخراز، أن إنشاء المدينة العسكرية ويحمل رسائل داخلية وخارجية مفادها أن قوات حفتر تطرح بوصفها الحل الأمثل لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد.
كما أضاف أن إعادة الانتشار في المنطقتين الوسطى والجنوبية رسالة شديدة اللهجة إلى أنصار الدكتور سيف الإسلام القذافي، على حد تعبيره.