أفاد موقع أفريكا إنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي بأنه مع تزايد نفوذ خليفة حفتر، يتمسك عبد الحميد الدبيبة بالسيطرة على مؤسسة النفط.

وأوضح الموقع في تقرير له، أن الحفاظ على نفوذه في قطاع المحروقات مع إرضاء حفتر يشكل المعضلة الكبرى التي تواجه الدبيبة، في الوقت الذي يكافح فيه لتعيين الرئيس المقبل لمؤسسة النفط.

وأضاف أن الدبيبة يسعى إلى كسب الوقت، سعياً منه للحفاظ على قيادة مسعود سليمان المؤقتة لمؤسسة النفط، على الرغم من التعيين الوشيك لمجلس إدارة جديد كامل.

وذكر التقرير أن الحفاظ على السيطرة على مؤسسة النفط، التي يتعين عليه الآن تعيين رئيسها القادم، يمثل مشكلة معقدة بالنسبة للدبيبة، حيث تطمع فصائل مختلفة بالبلاد في هذا الموقع الاستراتيجي.

كما يتعين على الدبيبة التعامل مع عشيرة خليفة حفتر في الشرق، والتي يحتاج معها إلى التمسك بالوضع الراهن الذي نشأ بشكل غير رسمي منذ عام 2022 بينها وبين غرب وشرق ليبيا، وفقا للتقرير.

وأكد أفريكا إنتليجنس أن الدبيبة المحاصر بالفعل في طرابلس، لا يستطيع أن يتحمل خسارة نفوذه على المؤسسة المسؤولة عن الدخل الرئيسي للبلاد.

تهديد لحقول النفط
في حين أن تعيين رئيس جديد لمؤسسة النفط يُشكل صداعًا كبيرًا للدبيبة، فمن غير الوارد تسمية مرشح دون موافقة عشيرة حفتر، ولا يزال الأخير يُهدد بإغلاق حقول النفط، التي تقع بشكل أساسي في المنطقة الشرقية.

وبحسب التقرير، يتنافس في الشرق شخصان مقربان من عشيرة حفتر على المنصب هما عارف النايض، السفير الليبي السابق لدى الإمارات، ومحمد بن شتوان، رئيس شركة الخليج العربي للنفط، إحدى الشركات التابعة لمؤسسة النفط.

الموقع الفرنسي أكد أن الدبيبة لا يرغب في تعيين رجل من أتباع حفتر، وبما أنه هو نفسه رئيس المجلس الأعلى لشؤون الطاقة، الذي يتمتع بنفوذ قوي على قرارات مؤسسة النفط، فإن الدبيبة حريص على مواصلة العمل مع مجلس إدارة المؤسسة الحالي، الذي يتألف من ثلاثة أعضاء: أحمد عمار، وحسين صفر، وخليفة عبد الصادق، وزير النفط والغاز الحالي.

حلفاء حفتر في صعود

وعُيّن هؤلاء الرجال الثلاثة عندما تولى فرحات بن قدارة رئاسة مؤسسة النفط، وهو أمر تم التفاوض عليه بين إبراهيم الدبيبة، وصدام حفتر.

وبين التقرير أنه في الأسابيع الأخيرة، ضمنت عشيرة حفتر مناصب جديدة لأعضائها داخل الشركات التابعة لمؤسسة النفط.

وعُيّن محمد بشير الحمروني رئيسًا لشركة الواحة للنفط في منتصف مارس، وهي المشروع المشترك الذي شكلته مؤسسة النفط مع شركة توتال إنرجيز الفرنسية وشركة كونوكو فيليبس الأمريكية.

ويحل محل الرئيس السابق فتحي بن زاهية، الذي أُلقي القبض عليه بأمر من النائب العام في فبراير بعد اتهامه بالاحتيال بمبلغ 770 مليون دينار.

كما شهد بن شتوان، أحد أنصار صدام حفتر في قطاع النفط، توسعًا في صلاحياته؛ فمع احتفاظه برئاسة شركة الخليج العربي للنفط، التي تعمل في الشرق، أصبح رئيسًا لشركة مليتة للنفط والغاز في فبراير.

Shares: