أفاد موقع أفريكا إنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي بأن محور مينسك-بنغازي بدأ يتبلور منذ عدة أسابيع، مع تبادل الزيارات رفيعة المستوى ورحلات منتظمة لشركة الطيران سيئة السمعة إلى شرق ليبيا.

وأوضح الموقع في تقرير له، أنه في 23 مارس الجاري، هبطت طائرة إليوشن IL-62M، وهي جزء من أسطول شركة رادا الجوية البيلاروسية، على مدرج مطار مدينة البيضاء، ثم غادرت من مطار مومباسا الدولي، أكبر مطارات كينيا، حيث تتخذه مقرًا لها غالبًا.

وأضاف أن هذه الشركة ليست غريبة على الأجواء الليبية، حيث تُشغّل طائرتاها، المُحوّلتان إلى طائرات شحن بدون نوافذ، رحلات منتظمة منذ عام.

وذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات عليها في أغسطس الماضي، لأنها كانت تنقل أعضاءً من شركة الأمن الروسية الخاصة “فاغنر” حول أفريقيا طوال العام الماضي، ويديرها البيلاروسي إيفان نيكولايفيتش ناريكو والروسي دميتري أوليغوفيتش إيشينكو.

ووفقا للتقرير، رسمت رحلات الطائرتين عبر القارة خلال العام الماضي معالم نفوذ موسكو في أفريقيا، مع توقفات منتظمة في بانغي وباماكو وبنغازي، وبعض التوقفات في وهران بالجزائر.

نقل الحيوانات الغريبة
كما لا تتردد الشركة في القيام بأنشطة أخرى، مثل نقل الحيوانات الغريبة إلى أمريكا اللاتينية، وخاصةً فنزويلا.

وتُسيّر رحلات منتظمة بين مطار تكيرداغ التركي، حيث تُختبر طائرات بايكار ماشينا بدون طيار، وجمهوريات آسيا الوسطى مثل قيرغيزستان، التي كانت عميلاً لهذه الشركة التركية لعدة سنوات.

في ليبيا، بدأت الشركة نشاطها في مطار طرابلس، قبل أن تكثف أنشطتها خلال العامين الماضيين على منصات في شرق ليبيا، الخاضعة لسيطرة خليفة حفتر، حيث أقام حفتر، الذي يتمتع بعلاقة مميزة مع موسكو، اتصالات رفيعة المستوى مع مينسك خلال زيارته للعاصمة البيلاروسية في فبراير.

وتعهد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بدعمه في تلك المناسبة، وكان حفتر برفقة ابنه صدام المعين رئيسا لأركان القوات البرية، والذي أجرى محادثات مع وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينيني.

ووفقًا لوكالة الأنباء الإيطالية “نوفا”، اختتم الرجلان الاجتماع باتفاق على تسليم قطع غيار لطائرات ميج-29 التابعة لخليفة حفتر.

جرارات أم أوراق نقدية؟
في مطلع مارس، ردّ نائب رئيس الوزراء البيلاروسي، فيكتور كارانكفيتش، الجميل بزيارة بنغازي وتوقيع عدة اتفاقيات مع حكومة أسامة حماد.

ورغم عدم التطرق إلى حمولة طائرة إليوشن، إلا أن عدة احتمالات طُرحت؛ من المحتمل جدًا أن تكون محملة بمعدات زراعية، حيث صرّح حفتر بأن هذا كان أحد الأسباب الرئيسية لزيارته إلى مينسك.

وهناك احتمال آخر بأن طائرة الإليوشن تنقل أوراقًا نقدية ليبية، والتي تطبعها موسكو بكثافة منذ عام 2019 لتغطية بعض نفقات حكومة حماد، وفقًا لرويترز.

Shares: