أكدت المؤرخة العسكرية الإيطالية فيديريكا سايني فاسانوتي، أن ليبيا عالقة منذ إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي ووفاته عام 2011 في حلقة مفرغة تتفاقم باستمرار.

وقالت فاسانوتي، في دراسة لشبكة GIS للمعلومات الاستخباراتية بليختنشتاين، إن ليبيا تعيش حالة من الاضطراب، تواجه فيها دولة منقسمة، وانتخابات متعثرة، وسيطرة الميليشيات.

وأضافت أنه منذ إسقاط نظام العقيد القذافي انغمست ليبيا الغنية بالنفط في اضطرابات لأكثر من عقد، وأدت هذه الفوضى إلى تقسيم ليبيا بين شرقها وغربها، مما أدى إلى انقسام فعلي.

وأوضحت أن آخر انتخابات شهدتها البلاد عام 2014، أشعلت الحرب الأهلية الليبية الثانية، ورغم أن الانتخابات كانت مقررة في ديسمبر 2021، إلا أنها عُلّقت إلى أجل غير مسمى.

وذكرت أن الأمم المتحدة عيّنت حتى الآن 10 ممثلين ومبعوثين، آخرهم هانا تيتيه، في محاولة لتوحيد الأطراف المتحاربة من خلال مناهج مختلفة، لكن هذه الجهود لم تُكلّل بالنجاح.

وبينت أن أحدث تقرير صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة، في ديسمبر 2024، سلط الضوء على الوضع المقلق في ليبيا.

ويصف التقرير كيف عززت الجماعات المسلحة في ليبيا قبضتها على السياسة، مما أدى باستمرار إلى إضعاف المؤسسات العامة الهشة أصلًا.

ووفقا للتقرير، فإن أحد العوامل الرئيسية هو التهريب الممنهج للنفط، الذي يُسهّله استخدام الشركة العامة للكهرباء غير الأخلاقي لمنشآت الميناء القديم في بنغازي لتحويل كميات كبيرة من الديزل.

واسترسلت المؤرخة العسكرية الإيطالية بأنه منذ مارس 2022، قدّر الخبراء، وهذه أرقام متحفظة، أن حجم الديزل المُهرَّب بلغ 1.13 مليون طن.

وبحسب التقرير، كان لمحمد المشاي، رئيس الشركة العامة للكهرباء، دورٌ أساسي في منع الجهات الحكومية من ممارسة أي شكل من أشكال الرقابة.

وأردفت فاسانوتي بأن قادة أقوى الميليشيات وأكثرها نفوذًا في غرب ليبيا هم صانعو القرار الحقيقيون، ومن بينهم غنيوة الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار، وعبد السلام الزوبي قائد اللواء 111.

Shares: