كشف موقع أفريكا إنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي كيف تغلغلت شركة أركنو في قطاع النفط الليبي، موضحا أنها تضم أشخاصًا مقربين من عبد الحميد الدبيبة، بالإضافة إلى أفراد من عشيرة خليفة حفتر.

وأفاد الموقع في تقرير له، بأن الشركة المحلية الناشئة تخضع لسيطرة غير مباشرة من قِبل صدام حفتر، وبينما تبدو علاقات أركينو للنفط مع العشيرة الشرقية أكثر وضوحًا، فإن لمديريها أيضًا صلات بمعسكر عبد الحميد الدبيبة.

وتأسست شركة أركينو للنفط في أبريل 2023 في بنغازي، ويمثلها رسميًا مديرها، منير أبو بكر المسلاتي، وهو مسؤول تنفيذي سابق في شركة الخليج العربي للنفط.

وفي سبتمبر الماضي، تولى أيضًا إدارة فرعها في لندن، شركة أركينو للنفط، وحتى يناير، كان سامي أبو سدرة، المنحدر من عائلة وثيقة الصلة بعشيرة الدبيبة، يرأس هذه الشركة الفرعية.

وسامي أبو سدرة، 41 عامًا، عمل لدى شركة S&R Consultant في لندن بين عامي 2022 و2024، وهو مدير هيئة المناطق الحرة القطرية، كان والده المحامي الليبي علي أبو سدرة، متورطًا مع الشركة، مما عزز شبكة ابنه، وفقا للتقرير.

روابط مع جماعة الإخوان المسلمين
وأوضح التقرير أن علي أبو سدرة، المقيم في قطر، تربطه علاقات وثيقة بعائلة آل ثاني الحاكمة، إحدى أبرز الداعمين الدوليين لحكومة الدبيبة.

وشغل سابقًا منصب مستشار قانوني لوزارة الخارجية القطرية، وهو على صلة وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين وداعيتها الليبي علي الصلابي، كان الأخير مساهمًا في جمعية “إسناد” الخيرية، التي تأسست في لندن بعد ثورة 2011، ثم حُلَّت عام 2015.

ومن بين المساهمين الآخرين، محافظ مصرف ليبيا المركزي السابق الصديق الكبير، وعلي الدبيبة، الذي ترأس جهاز تطوير المراكز الإدارية في عهد العقيد الراحل معمر القذافي.

علي أبو سدرة هو الآن شريك في شركة “كليكس” للمحاماة والاستشارات القانونية، ومقرها قطر، والتي تُدرج شركة “أركينو أويل” ضمن عملائها.

ويعمل في الشركة أيضًا مستشار آخر مرتبط بشبكة “أبو سدرة”، وهو رجل الأعمال منذر الشحومي، الشريك مع علي أبو سدرة في “بيرلز كابيتال بارتنرز”، وهو صندوق استثماري بريطاني مسجل في نفس عنوان شركة “أركينو أويل” بلندن.

وتابع التقرير أن محمد سعد البردة، وهو شخصية أقل شهرة، كان أيضًا عضوًا في مجلس إدارة شركة “أركينو أويل” حتى يناير، وهو ناشط في شركة “أسيل القابضة” الليبية، التي تعمل في قطاعات الأعمال الزراعية والصناعية والبناء.

وفي فبراير، أسس شركة أخرى، “أسيل القابضة المحدودة”، في لندن، إلى جانب قريبه عبد الله سعد محمد البردة، بالإضافة إلى علي أبو سدرة.

وذكر التقرير أنه بدعم من هذه الشبكات، تدير شركة أركينو امتيازات في غرب ليبيا وشرقها، وتتطلع الشركة الآن إلى مناقصة كبرى لاستكشاف وتطوير النفط أطلقتها مؤسسة النفط في 3 مارس.

واشتهرت شركة أركينو للنفط العام الماضي بكونها الشركة الليبية الخاصة الوحيدة المرخص لها ببيع النفط الخام، وحصلت على عقد مع شركة الخليج العربي، تتمتع شركة المسلاتي بعلاقات قوية معها، لاستغلال امتياز NC4، الواقع على بُعد 150 كيلومترًا جنوب طرابلس.

بموجب هذه الاتفاقية، تحصل شركة أركينو للنفط الآن على ما يقرب من 25% من إنتاج شركة الخليج العربي للنفط، وهي إيرادات لم تعد تُضخ مباشرةً في خزائن الدولة.

في غضون ذلك، من المفترض أن تُودع عائدات النفط التابعة لمؤسسة النفط لدى المصرف الليبي الخارجي، وهو فرع تابع لمصرف ليبيا المركزي، ومن المفترض بعد ذلك أن يسترد المصرف الليبي الخارجي أمواله، مما يسمح له بتمويل ميزانية الدولة.

في مارس 2023، حصلت شركة أركينو للنفط أيضًا على موافقة للاستثمار في حقلي النفط “لطيف 59” و”NC 129 سلطان”، بقرار اتخذه نائب رئيس مؤسسة النفط آنذاك، مسعود سليمان، قبل تعيينه رئيسًا للمؤسسة.

وبحسب التقرير، مع سيطرة مليشيات حفتر على “الهلال النفطي”، توصل إبراهيم الدبيبة، إلى اتفاق مع صدام حفتر في يوليو 2022 لإدارة موارد ليبيا النفطية.

وأدت مفاوضاتهما إلى تعيين فرحات عمر بن قدارة رئيسًا لمؤسسة النفط، إلا أن إقالة بن قدارة في يناير لم تُغير موازين القوى، فقد حافظ سليمان، الذي خلفه، على استمرارية الشركة، ولم يُعيَّن مجلس إدارة جديد.

ولفت إلى النفوذ المتنامي لمحمد بن شتوان، رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربي وحليف صدام حفتر، ما يفيد شركة أركينو للنفط بشكل أكبر.

ففي فبراير، عُيّن شتوان أيضًا رئيسًا لشركة مليتة للنفط والغاز، مُعززًا بذلك مكانته في قطاع الطاقة الليبي.

Shares: