قال الناطق السابق باسم مجلس الدولة الاستشاري السنوسي إسماعيل، إنه لطالما كان النظام الفيدرالي مطروحاً بقوة على طاولة النقاش السياسي، وكان في بعض المراحل مرفوضاً بقوة من غالبية التيارات السياسية.
وأضاف إسماعيل في تصريحات نقلتها صحيفة النهار اللبنانية، أن الحديث عن نظام سياسي جديد للدولة يجب أن يُطرح في الوقت المناسب، وأن يخضع لنقاش موسع توصلاً إلى اتفاق على شكل نظام الحكم في المستقبل.
وأكد أن النظام الذي يحظى بقبول الغالبية هو اللامركزية، فلا أحد يريد النظام المركزي الذي ثبت فشله، متابعا: ما طرحة الكوني أثار جدلاً واسعاً وتسبب بضجة ومخاوف من الذهاب في مسار تقسيم ليبيا، خصوصاً في هذا التوقيت.
ويعتقد إسماعيل أن اقتراح الكوني ليس مناسباً لمناقشته قبل إيجاد حل لاشكالية الانقسام السياسي وذهاب الجميع في عملية سياسية، توحّد الدولة تحت سلطة تنفيذية موحدة والبدء بإجراءات انتخابات تشريعية ورئاسية.
وذكر أنه بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، يُمكن البحث في الشكل الدائم للدولة ومشروع الدستور وما يتضمنه من مواد معنية بنظام للحكم.
ورأى أن الكوني يسعى للبقاء في المشهد السياسي عبر هذا المقترح بعدما غاب دوره داخل المجلس الرئاسي، مستدركا: لكنه لم يُتقن تقديمه بشكل مفصل وموسع حتى لا يُثير إشكاليات حوله.
وختم الناطق السابق باسم مجلس الدولة الاستشاري بقوله: الفيدرالية طرح موجود، لكن يجب أن يوافق الشعب على هذا النظام عبر الاستفتاء.
واقترح عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني، خلال لقائه، مطلع الشهر، السفير البريطاني لدى ليبيا، العمل بنظام الأقاليم الثلاثة؛ على أن يكون لكل إقليم مجلس تشريعي وسلطة تنفيذية مستقلة.
الأمر الذي آثار عاصفة من المخاوف كون الطرح يؤسس لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول، وينسف هذا الاقتراح المسار الذي أطلقته البعثة الأممية مطلع فبراير بتشكيل لجنة قانونية استشارية تواصل عقد اجتماعاتها للبحث عن مخرج للأزمة السياسية والذهاب الى تنفيذ الاستحقاقين التشريعي والرئاسي.
ورغم الجدل الواسع، كان لافتاً أن الكوني تمسك باقتراحه، بل راح يروج له حلاً للانقسام السياسي والصراع على السلطة الذي تعانيه ليبيا.
وقال الكوني خلال جلسة حوارية مساء السبت مع عدد من السياسيين والكتّاب: ليبيا أصبحت شرق وغرب في تجاهل كامل لإقليم فزان (الجنوب) وحقوقه المشروعة.
وأضاف: هناك برلمان منقسم، وحكومتان وجيشان، ومجلس دولة يتحرك في نطاق إقليمه وليس على التراب الليبي بكامله.
وواصل: العمل بنظام الأقاليم من شأنه أن يخفف العبء عن العاصمة التي أصبحت ساحة للصراعات السياسية بسبب وجود السلطة المركزية داخل حدودها. طرابلس أصبحت تحمل وزر كل المآسي الناتجة عن الانقسام السياسي، بحيث يتجه الجميع نحوها لانتزاع السلطة أو الغنيمة منها.