في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الليبية، تبرز مصر كقوة إقليمية فاعلة، وتتصدر أولوياتها ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.

هذا المطلب المصري ليس وليد اللحظة، بل هو موقف ثابت ومتكرر، يعكس رؤيتها الاستراتيجية لما يجب أن تكون عليه جارتها الغربية.

ويبرز الموقف المصري من جديد، خلال تصريحات بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة المصري، أثناء لقائه أمس الثلاثاء، مع هانا تيتيه الممثلة الخاصة الجديدة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا.

خلال اللقاء أكد عبد العاطي على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا في مدى زمني محدد، وبما يحفظ وحدة وسلامة واستقرار ليبيا.

وتتصاعد المخاوف المصرية بشأن تزايد أعداد المرتزقة في ليبيا، وتأثير ذلك على الأمن القومي المصري والإقليمي.

وتعتبر القاهرة أن وجود هؤلاء المقاتلين الأجانب يمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار ليبيا ودول الجوار، ويزيد من احتمالية تفاقم الصراع وتصدير الإرهاب.

وتعتبر القاهرة، ليبيا امتدادًا لأمنها القومي، وأي اضطرابات فيها تنعكس سلبًا على أمنها القومي.

فيما يشكل انتشار المرتزقة بيئة خصبة لنمو الجماعات الإرهابية، وتهريب الأسلحة، وتدفق المقاتلين عبر الحدود، مما يهدد أمن مصر واستقرارها.

وتخشى مصر من أن زيادة وجود المرتزقة يؤثر على اتساع حدة الصراع الليبي، ويعمق الانقسامات بين الأطراف المتنازعة.

كما يقوض هذا التواجد فرص التوصل إلى حل سياسي شامل، ويؤخر إجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات الليبية.

وفي الإطار، تبذل مصر جهودًا دبلوماسية مكثفة لحث الأطراف الليبية والدولية على ضرورة إخراج المرتزقة من ليبيا.

في الوقت الذي تعزز فيها من إجراءاتها الأمنية على الحدود مع ليبيا، لمواجهة أي تهديدات محتملة.

Shares: