في تطورات متسارعة تشهدها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، تتجه الأنظار نحو التحالفات الجديدة التي تتبلور بين الأكراد والإدارة السورية الجديدة، في ظل تقلبات جيوسياسية تفرض واقعًا جديدًا على المنطقة.
هذا التحول يأتي في سياق مقال الدكتور سيف الإسلام القذافي بعنوان “الدور الكردي في لعبة القوى الإقليمية: فرص وتحديات”، والذي يلقي الضوء على تعقيدات المشهد الكردي وتأثيره على التوازنات الإقليمية.
فيما تشير التقارير إلى وجود اتفاقيات بين الأكراد والإدارة السورية الجديدة، تهدف إلى تحقيق قدر من الحكم الذاتي للأكراد في مناطق شمال سوريا.
تأتي هذه الاتفاقيات في ظل تغيرات في التحالفات الإقليمية والدولية، حيث تسعى القوى الكبرى إلى إعادة ترتيب أوراقها في المنطقة.
هذه الاتفاقيات تثير تساؤلات حول مستقبل الوجود التركي في سوريا، وتأثيره على التوازنات الإقليمية.
وقبل نحو شهرين قدم الدكتور سيف الإسلام القذافي رؤية تحليلية للدور الكردي في المنطقة، حيث يرى أن الأكراد يمثلون قوة فاعلة في لعبة القوى الإقليمية.
ويشير المقال إلى إمكانية تحول الأكراد إلى أداة في يد القوى الكبرى، مما يعرضهم لتحديات كبيرة في تحقيق أهدافهم.
وتحقق ما تنبأ به سيف الإسلام، في إدارة ملف الأكراد في سوريا، والاتفاق الجديد ماهو إلا مقدمة لاستقلال الأكراد عن سوريا وتأتي المقدمة بمنحهم قدر من الحكم الذاتي للأكراد في بعض مناطق الشمال السوري.
وتطل الاحتلال الإسرائيلي، من خلف الاتفاق الأمر الذي أشار إليه المقال، الذي ركز على الدور الإسرائيلي في دعم القضية الكردية، وربطه بمخططات إسرائيلية لإضعاف الدول العربية.
ويربط المقال بين ما يجري في سوريا ووجود أطماع خارجية للكيان الإسرائيلي، واحتمالية نشوء دولة كردية ثالثة في تركيا.
غير أن هناك تغيرا كبيرا في خريطة التحالفات الإقليمية، قد يحدثه هذا التحالف حيث تسعى دول المنطقة إلى حماية مصالحها في ظل التطورات الجديدة، وهو ما أوضحه الدكتور سيف الإسلام، في مقاله بقوله: “ما بدا في سوريا لم ينته بعد، فالقضية ليست فقط في إسقاط حكم البعث، بل هي بداية لأحداث أكبر وأخطر ستشهدها المنطقة خلال الأشهر والسنوات المقبلة”.
كما يُظهر المقال كيف أن “التاريخ يعيد نفسه” وأن السياسات الخارجية للقوى الكبرى غالبًا ما تأتي بنتائج غير متوقعة الأمر الذي من المرشح حدوثه في الحالة الكردية في سوريا بعد الاتفاق الجديد.
بينما يستشهد المقال بأحداث تاريخية ليؤكد أن القوى الكبرى غالبًا ما تقع في أخطاء استراتيجية تؤدي إلى نتائج غير متوقعة، مثل احتلال العراق وتدمير ليبيا.
إلى ذلك وقع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أول أمس الإثنين اتفاقا يقضي “بدمج” كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.
ونشرت الرئاسة السورية بيانا وقعه الطرفان وجاء فيه أنه تم الاتفاق على “دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز”.