تناولت صحيفة لوموند الفرنسية، جلسة استجوب قضاء بلادها، رجل الأعمال ألكسندر جوهري، لفك شيفرة التحويلات المالية المشبوهة والمعقدة في قضية التمويل الليبي لحملة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي عام 2007.
وكشفت الصحيفة في تقرير لها، عن تفاصيل محاكمة رجل الأعمال الفرنكو جزائري المثير للجدل ألكسندر جوهري، حيث أضافت شهادته مزيدا من العتمة في القضية.
الصحيفة تابعت: إذا كان من المفترض أن تظهر الحقيقة، فإن جوهري لا يبدو متحمسا كثيرا لهذا الأمر، بل على العكس، كأنه يلقي دلاءً إضافية في البئر، مما يزيد من تعقيد الأمور.
وسألت المحكمة رجل الأعمال حول التركيبات المالية المعقدة التي شملت عقارا في منطقة الألب البحرية، جرى شراؤه عام 2008 بأموال يُعتقد أنها من أصول ليبية.
وكلفت رئيسة المحكمة، ناتالي غافارينو، القاضي المساعد بيير جانجان، بمهمة التدقيق في الملف للإجابة عن سؤال أين ذهبت الملايين الليبية؟ إذ كانت فيلا موجان في منطقة الألب البحرية محور القضية.
والفيلا تقع على مرتفعات المدينة، وسبق أن امتلكتها نبيلة خاشقجي، ابنة تاجر الأسلحة الشهير عدنان خاشقجي، ومع مرور الوقت، تدهورت حالتها بعد أكثر من اثني عشر عامًا من الإهمال لدرجة أن الحراس لم يعودوا يقيمون فيها.
أما من الناحية القانونية، كانت الفيلا مملوكة لشركة أكلال في روتردام بهولندا، والتي تسيطر عليها شركة قابضة في جزيرة كوراساو الهولندية.
وفي السياق، أفاد موقع ويست فرنس بشراء صندوق الثروة السيادية الليبي في عامي 2008 و2009، مقابل 10.14 مليون يورو، الفيلا والتي تقدر قيمتها بنحو 1.8 مليون يورو، بحسب الادعاء.
وحسب الموقع الفرنسي، يرى المدعي العام ذلك بمثابة اختلاس للأموال العامة من قبل رئيس الصندوق السابق بشير صالح، والوسيط ألكسندر جوهري. وكان الأخير هو المستفيد من الشركات الخارجية المالكة للمقر منذ عام 1998، وفقا للتحقيقات.
كما تطرقت لوموند إلى إدانة ساركوزي النهائية في قضية التنصت، وحتى قبل الحكم في قضية التمويل الليبي قد يواجه احتمال فقدان لقبه كحامل وسام جوقة الشرف برتبة الصليب الأكبر، وهو القرار الذي سيحسمه الرئيس إيمانويل ماكرون.
ويبدو أن ساركوزي لا ينوي الاستسلام بسهولة، فمع إعلان بدء الإجراءات التأديبية لسحب الوسام منه، أكد محاميه باتريس سبينوزي، في حديث تليفزيوني، أنه سيخوض معركة قانونية للحفاظ عليه.
ودعا سبينوزي إلى الفصل بين الرجل والمنصب الرئاسي الذي شغله، قائلا إن منح هذا الوسام لا يستند إلى إنجازات شخصية، بل إلى المناصب التي تقلدها.
وأُدين ساركوزي في ديسمبر الماضي بالسجن ثلاث سنوات، منها سنة نافذة، بتهمة محاولة رشوة قاضٍ رفيع المستوى في قضية التنصت، ويخضع حاليا للإقامة الجبرية مع ارتداء سوار إلكتروني.