انتقد المحلل السياسي ناصر أبو ديب، مطالبة النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزي النويري بالإسراع في إجراء الانتخابات البرلمانية وحدها، ومطالبة عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني بالعودة إلى نظام الأقاليم الثلاثة.

وقال أبو ديب في تصريحات نقلتها منصة صفر، إن مطالبة النويري بعقد الانتخابات البرلمانية وحدها، جاءت بإيعاز من خليفة حفتر، خاصة أنه يتردد على مناطق سيطرته في بنغازي وطبرق.

وأضاف أن حفتر يعلم أن حظوظه في الانتخابات الرئاسية باتت ضعيفة لكِبَر سنه ولأنه يحمل رتبة عسكرية وجنسية أجنبية، وهذا سبب إيعازه للنويري بهذا التصريح.

وأوضح أن الجميع متأكّد من أن مجلس النواب لا يريد الذهاب إلى الانتخابات، لكن مقترح عقد الانتخابات البرلمانية وحدها، هو الأوفر حظا على طاولة اللجنة الاستشارية التي شكلتها البعثة الأممية.

وذكر المحلل السياسي أن المعطيات على الساحة السياسية حاليا تذهب نحو الانتخابات البرلمانية مع بقاء حفتر في مناطق سيرته في الشرق والجنوب.

ورأى أن تصريح الكوني عن العودة إلى نظام الأقاليم الثلاثة بثلاثة برلمانات مستقلة لضمان التوزيع العادل للثروة على المحافظات، يوضح أنه لا يعرف عن أمور السياسة شيئا ويجهل ما يحدث في ليبيا.

واعتبر أبو ديب أن مثل هذا التصريح يعمق الإشكاليات ويصبّ في إطار تعطيل الذهاب إلى الانتخابات، وهذا دليل على أن المجلس الرئاسي يريد أيضا تعطيل الانتخابات والبقاء أطول مدة ممكنة مثل مجلس النواب.

وتابع قائلا: بينما يتحدث الجميع عن توحيد المؤسسات لا أحد يتبنى فكرة الكوني عن ثلاثة برلمانات مستقلة، فهو هو في وادٍ وواقع البلاد في وادٍ آخر، وعليه التزام الحدّ الأدنى من المسؤولية في اتخاذ القرار.

وأكد أن الحل الأمثل هو إجراء الانتخابات البرلمانية، ثم الذهاب إلى حل مشكلة الدستور بالاستفتاء عليه أو تغييره أو تعديله، ثم الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية.

ودعا فوزي النويري، في بيان الأسبوع الماضي، إلى إجراء انتخابات برلمانية عاجلة، لاستعادة الشرعية ووحدة البلاد، معتبرا أنه لا بديل عن ذلك، في ظل الانقسام المؤسساتي، والتدخلات الخارجية التي تعمق الأزمة.

واعتبر النويري أن انتخابات المجالس البلدية أكدت رغبة الليبيين في اختيار ممثليهم بحرية، وأثبتت قدرة المؤسسات على تنظيم انتخابات نزيهة رغم التحديات، لكنه نبه إلى أن هذا المسار يواجه عراقيل من أطراف مستفيدة من الوضع الراهن، تسعى لتعطيل الانتخابات حفاظا على مصالحها، حتى لو كان الثمن استمرار معاناة الليبيين.

Shares: