انتشرت مؤخراً تقارير صحفية حول عرض عبد الحميد الدبيبة، لاستضافة ما يصل إلى 200 ألف فلسطيني في ليبيا، وقد أثارت هذه التقارير جدلاً واسعاً وردود فعل متباينة.
وبحسب تقرير، نشرته منصة “أمريكان ثينكر” الأمريكية، فإن الدبيبة عرض على الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، استضافة ما بين 100 إلى 200 ألف لاجئ فلسطيني من قطاع غزة.
وأوضح التقرير، أن هذا العرض جاء في ظل رفض دول مجاورة، مثل مصر والأردن، لاستقبال لاجئين فلسطينيين.
ويؤكد خبراء في الشأن الليبي، أن الدبيبة يهدف من خلال هذا العرض إلى كسب دعم الولايات المتحدة.
وبدورها نفت حكومة الدبيبة، هذه التقارير، قائلة إنها “ادعاءات مختلقة تماما، ولم تصدر عن أي جهة رسمية ليبية”.
وأكدت أن “السياسات الليبية الداخلية والخارجية يعلن عنها عبر القنوات الرسمية فقط، وأي أخبار لا تصدر عن الجهات المختصة لا تعدو كونها محاولات للتشويش وإثارة البلبلة”.
وأغفل بيان الدبيبة، الحديث عن التضارب الذي أحدثه لقاء وزيرة الخارجية المقالة، نجلاء المنقوش، بوزير خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 2023.
وكانت المنقوش، قد تحدثت قبل أشهر قليلة عن لقائها بإيلي كوهين وزير خارجية الاحتلال السابق، وأكدت أنه جاء بتكليف من الدبيبة “شخصيا”، لمناقشة قضايا تتعلق بأمن واستقرار البحر المتوسط، نافية أن يكون الهدف منه تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
واتهمت المنقوش حكومة الدبيبة بالتنصل من مسؤوليتها، مشددة على أن حكومة الدبيبة تخلت عنها بعد تسريب خبر اللقاء.
وهو ما يثير الأسئلة عن مدى اتساق حكومة الدبيبة بتصريحاتها الإعلامية للداخل الليبي بسياستها الخارجية التي تتبناها إزاء القضايا المختلفة.
ويشهد الشارع الليبي حالة من التوتر المتصاعد، على خلفية رفض واسع لسياسة عبدالحميد الدبيبة الخارجية، والتي يعتبرها الكثيرون مثيرة للجدل وغير متوازنة خاصة ما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية.
إذ يفسر بعض الخبراء والمهتمين بالشأن الليبي، بعض الخطوات التي يتخذها الدبيبة في ضوء محاولاته لمد جسور التواصل مع البيت الأبيض، للبقاء في منصبه رئيسا لحكومة انتهت ولايتها وتفتقد للتأييد الشعبي.
وفي السياق، كشفت تقارير إعلامية تابعة للاحتلال الإسرائيلي عن خطة مرتقبة لتوطين سكان غزة في الجنوب الليبي، ضمن صفقة بين واشنطن وخليفة حفتر.
وبحسب القناة “السابعة” الإسرائيلية، فإن ليبيا قد تكون أفضل خيار لاستقبال سكان غزة، خاصة بعد رفض مصر والأردن، لمخطط التهجير.
ويبرز تقرير القناة العبرية، أن الميزة الأهم في ليبيا، أنها تعتبر حاليا شبه دولة، ما يجعل إمكانية التأثير عليها أمرًا سهلاً، خاصة في ظل وجود حكومة تسيطر على طرابلس وضواحيها فقط، وحكومة أخرى يسيطر عليها خليفة حفتر، علاوة على وجود منطقة أخرى مستقلة نسبيًا في الجنوب.
ورأى التقرير، أن حفتر يحتاج لميليشيا تسمح له بمقاومة غارات الجماعات القبلية والطوارق والتبو، وأنشطة المهربين في الجنوب، ويحتاج بشدة لتدفق العمالة في هذه المنطقة قليلة السكان، والغنية بالموارد الطبيعية.
كما أن التدفق الهائل للسكان من غزة، من شأنه أن يجلب موارد عمل جديدة، ويسمح لحفتر بتحقيق طموحاته السياسية، وتعزيز شرعيته في العالم، مما يجذب انتباه وسائل الإعلام ومجتمع الأعمال.