تتجه الأنظار نحو العاصمة طرابلس، حيث تستعد لاستضافة قمة ثلاثية تجمع قادة الجزائر وتونس مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
وتأتي القمة في ظل تحديات جمة وتساؤلات حول مدى قدرة القادة على تجاوز الخلافات الراهنة، وعلى رأسها التوترات التي أثارتها تصريحات وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي حول الحدود المشتركة، وزيارة السفير الجزائري إلى المناطق الأمازيغية في ليبيا.
ويثار التساؤل حول ما الذي يمكن أن يجمع الدول الثلاث في ظل هذه الخلافات الظاهرة. هل هي المصالح المشتركة في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية؟ أم هي الرغبة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري؟
فيما يتساءل المراقبون عن مدى قدرة القادة على تحويل هذه القمة إلى منصة لحل الخلافات وتجاوز التوترات، بدلًا من مجرد لقاء بروتوكولي.
وقبل نحو 4 أشهر أثارت تصريحات وزير الدفاع التونسي استياء كبيرا في ليبيا، وأعادت إلى الواجهة ملف ترسيم الحدود، وهو ملف شائك ومعقد، ظن الليبييون أنه ملف تم إغلاقه بشكل كامل منذ أكثر من عقد من الزمن، من خلال لجنة مشتركة بين البلدين.
وفي سياق يتصل بعلاقة ليبيا بجيرانها، أثارت زيارة السفير الجزائري إلى مناطق الأمازيغية في جبل نفوسة وزوارة، تساؤلات حول طبيعة الدور الجزائري في ليبيا، وما إذا كان يتجاوز حدود الوساطة إلى التدخل في الشؤون الداخلية.
وفي السياق ذاته، عقد وزراء خارجية تونس والجزائر، ووزير خارجية حكومة الدبيبة، أمس الثلاثاء، اجتماعًا في القاهرة على هامش القمة العربية الطارئة، لبحث الترتيبات النهائية للقمة الثلاثية.
وتضمن الاجتماع مناقشة جدول أعمال القمة، والملفات التي سيتم طرحها على طاولة النقاش بين القادة، وتم التأكيد على أهمية القمة في تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث، ومواجهة التحديات المشتركة.