سلطت صحيفة العربي الجديد الضوء على خرائط الطريق المعددة في ليبيا والتي وصلت إلى ستة بعد أحداث فبراير 2011، مؤكدة أنها تعقد طرق الحل.

وأفادت الصحيفة في تقرير لها، بأنه منذ اتفاق الصخيرات في 2015، الذي وقّعه المشاركون في الحوار الليبي بالمدينة المغربية، لم يتوقف تدفق “خرائط الطريق” التي تُعلنها جهات محلية ودولية لرسم مسارات لحل أزمة ليبيا.

الصحيفة ذكرت أن هذه الخرائط تتحول مع الوقت إلى مجرد وثائق تُضاف إلى الأرشيف، بينما تستمر البلاد في دوامة الصراع، آخرها ما يعتزم مجلس النواب إطلاقها قريباً بعد مشاورته مع مجلس الدولة الاستشاري في القاهرة.

وتعد خريطة الطريق المرتقبة هي السادسة داخلياً، بينما تواصل البعثة الأممية تفعيل مبادرتها، التي أطلقتها في منتصف ديسمبر الماضي، من خلال اللجنة الاستشارية التي ستسلم أعمالها إلى أخرى سياسية، فيما تظهر معالم خريطة طريق أخرى تسعى الأمم المتحدة لرسمها أيضاً.

وبدأت القصة، وفقا للتقرير، حين مثّل اتفاق الصخيرات أول محاولة جادة لوضع حد للأزمة، إلا أن الجهات الموقعة عليه لم تلتزم ببنوده التي تحولت حبراً على ورق.

وجاء المبعوث الأممي السابق غسان سلامة عام 2019 ليعلن عن خريطة طريق من ثلاث نقاط (هدنة واجتماع بين الدول المعنية واجتماع بين الأطراف الليبية)، ثم مؤتمر برلين الأول، الذي انعقد في مطلع 2020 (شملت وقف إطلاق النار والحوار وصولاً لإجراء انتخابات).

فيما جاء هجوم خليفة حفتر على طرابلس بالتزامن مع عقد المؤتمر، ليقضى على الفرصة قبل أن تُولد، ومع انتهاء الحرب نجحت ستيفاني وليامز، التي خلفت سلامة في منصبه، في قيادة حوار سياسي توصل إلى خريطة طريق جديدة في نهاية 2020، حددت مهلة 18 شهراً لإجراء الانتخابات، والتي تمت عرقلتها.

وأضاف التقرير، أنه على الصعيد الداخلي، تحولت خرائط الطريق إلى حدث مكرر، فعدد ما أعلنه مجلسا النواب والدولة والأحزاب والقوى المدنية حتى الآن خمس خرائط طريق مقترحة، لكن دون نتيجة.

والآن يسعى مجلس النواب إلى طرح خريطة سادسة من المحتمل أنها ستنص في أول مراحلها على تشكيل حكومة جديدة للإشراف على الانتخابات، ما سيحولها إلى خريطة لسد الطريق.

يأتي ذلك بالنظر إلى أنها تهدف بشكل واضح لإقصاء الحكومة في طرابلس، الرافضة لأي مسار أو تقارب مع مجلس النواب، ولا ريب في أنها خريطة ستكرر فشل التجارب السابقة.

وتساءلت الصحيفة: إذا كان هذا هو الواقع بين مختلف الأطراف، والذي لا يضيف سوى المزيد من التعقيد والانسداد، فأي خريطة طريق ستنتجها مبادرة البعثة الأممية ستكرر حتماً تجربة الخرائط الأممية السابقة؟

واسترسلت بأن أساس المشكلة هو عدم وجود وجهة محددة لهذه الخرائط المتعددة، كسائح في صحراء يرسم مسارات لكنه لا يعرف أين يريد الذهاب، والنتيجة أن كل هذه الخرائط تحولت إلى أوراق لتوجيه الصراع لحشد المكاسب فقط.

Shares: