وصف المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية استضافة العاصمة المصرية القاهرة لمشاورات بين أعضاء مجلسي النواب والدولة بالخطوة المتزامنة والمربکة.
وأوضح المركز في تقرير له، أن خطوة القاهرة جاءت وسط تسارع خطی من قبل البعثة الأممیة لتنفیذ مبادرتها بعدما نجحت في تشکیل لجنة استشاریة من 20 عضوا بهدف حل النقاط الخلافیة في القوانین الانتخابیة.
وذکرت مصادر مصریة مطلعة للمركز، أن القاهرة ممتعضة جدا من تحرکات البعثة الأممیة في لیبیا، وتراها تقطع الطریق على الدولة المصریة وحلفائها في الداخل للتواجد في المشهد، وأن مصر تعتبر خطوة البعثة الأممیة بتشکیل لجنة استشاریة هو محاولة لتجاوز مجلسي النواب والدولة وتهمیش دورهما.
فيما قالت مصادر أممیة إنها لیست على وفاق مع قوى إقلیمیة بالمنطقة، في إشارة إلی دولة مصر، بخصوص خطواتها الانفرادیة التي یبدو أنها تهدف لإرباك المبادرة الأممیة وتفریغها من مضمونها، أو التشویش على خطی البعثة المتسارعة ومنها خطوة اللجنة الاستشاریة.
مخرجات القاهرة
وأکد البیان الختامي للاجتماعات على الملکیة اللیبیة للعملیة السیاسیة عبر المؤسسات الرسمیة، وضرورة استمرار التواصل بین المجلسین عبر اللقاءات المشترکة، مع العمل على تفعیل مخرجات اللقاء الثلاثي الذي عقد بالقاهرة برعایة جامعه الدول العربیة بتاریخ 10 مارس 2024، وإعادة تشکیل السلطة التنفیذیة.
وتضمن البیان التأکید على أهمیة دور البعثة الأممیة، الذي یجب أن یظل في إطاره المحدد بقرار انشائها والمتمثل في دعم المؤسسات اللیبیة وفقا للاتفاق السیاسي، کما تم الاتفاق على عقد اللقاء القادم للمجلسین بإحدى المدن اللیبیة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقیق ما تم الاتفاق علیه في مشاورات القاهرة.
وبحسب المركز، لاقت الخطوة من قبل الدولة المصریة ومخرجات المشاورات بین أعضاء المجلسین ردود فعل محلیة متباینة، حیث رحب البعض بالخطوة کونها قد تساهم فعلیا في کسر حالة الجمود الراهن.
وآخرون رأوا أنها خطوة فاشلة ولا جدید فیها وأنها لن تساهم في أي حلول أو دفع نحو تسویة سیاسیة مستدامة، کون المجلسین أصلا هما أساس المشکل اللیبي وجموده.
وبین الترحیب والرفض المحلي، لوحظ حالة صمت دولي تجاه مشاورات القاهرة ومخرجات الاجتماعات هناك، فلم تعلق أي سفارة أجنبیة، على الخطوة سواء بالترحیب أو التحفظ، وکذلك البعثة الأممیة التزمت الصمت.
أما المقاربة المصریة بالخصوص، فقد کشف عنها وکیل مجلس النواب المصري، أحمد سعد، خلال کلمته في الجلسة الافتتاحیة للمشاورات، حيث أکد أن المقاربة المصریة تجاه لیبیا ترتکز على عدة مستهدفات رئیسیة، أبرزها الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي اللیبیة.
وتعزیز تماسك الدولة اللیبیة ومؤسساتها، ودعم تطلعات الشعب اللیبي نحو التنمیة والاستقرار، وتشجیع الحلول اللیبیة-اللیبیة دون تدخل خارجي، مشیدا بما أسماه الدور الجوهري لمجلسي النواب والدولة في المضي قدمًا نحو تنفیذ خارطة الطریق اللیبیة، واستکمال الاستحقاقات الدستوریة.