قال المحلل السياسي حمزة أبو شعالة، إن تأثيرات التدخل الخارجي في ليبيا منذ 2011 صارت عميقة، لدرجة عرقلة الانتخابات رفضًا لترشح الدكتور سيف الإسلام القذافي.
وأضاف أبو شعالة في تصريحات نقلتها صحيفة العربي الجديد القطرية، أن بعض العواصم الغربية عرقلت الانتخابات بسبب موقفها من ترشح سيف الإسلام القذافي، في الانتخابات التي كان مقرراً إجراؤها في ديسمبر 2021.
وتابع أن التدخلات الخارجية لم يعد بالإمكان تجاوزها، وحتى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد الاتفاق على إجرائها انهارت بسبب مواقف دول كانت ترفض ترشح بعض الشخصيات.
وأوضح أنه بعد مخاض عسير، وإصدار مجلس النواب قوانينه الانتخابية البرلمانية والرئاسية، وأثناء الإعداد لها، أعلنت مفوضية الانتخابات وقفها تحت ذريعة ما وصفته بــ”القوة القاهرة”، وإن لم تفسّر معنى هذه القوة.
وذكر أن مجلسي النواب والدولة، انتهجا خطاب التأزيم والعرقلة لأي محاولة للتقارب السياسي ضمن جلسات الحوار التي رعتها البعثة الأممية واستضافتها مصر وتونس والمغرب عدة مرّات.
وأكد أبو شعالة أن الخطاب السياسي المأزوم بين الجهتين لم يكن إلا واجهة لأزمة البلاد الأساسية، وهي تفلت السلاح والساعين لتحقيق مصالحهم من خلاله.
واسترسل بأن معسكر حفتر كان يحتمي بشرعية مجلس النواب للوصول إلى الحكم بقهر السلاح، مبينا أن تفلت السلاح هو الذي شكّل العنوان الأساسي لأزمة ليبيا منذ عام 2011، فضلا عن انتظار الانتخابات.
ومضى قائلا: التشكيلات المسلحة في طرابلس ومصراتة والزنتان كانت تتنفذ وتتوغل في مفاصل ومؤسسات الدولة للحصول على مكاسبها تحت مظلة الأجهزة الشرطية والعسكرية التي اتخذتها ذريعة للبقاء.
وأردف المحلل السياسي بأن الحرب التي شهدتها طرابلس بين مليشيات حفتر ومليشيات طرابلس وغرب ليبيا، أدخلت البلاد في أزمة أخرى متمثلة بالتدخل الخارجي.
وبين أن التدخل الخارجي في ليبيا يرجع إلى تدويل القضية الليبية بقرارات مجلس الأمن وإنشاء بعثة أممية للدعم السياسي في ليبيا.
كما أوضح أن تدخل البعثة في الشأن الليبي تطور منذ اتفاق الصخيرات الذي زرع بذور الانقسام السياسي، بأن أعاد الشرعية إلى مجلس النواب، وصاغ وجود المؤتمر الوطني العام في شكل مجلس الدولة.
وأشار إلى خلافات الأطراف الدولية والإقليمية وتضارب أجنداتها الليبية والتي كان لها أثرها الواضح أيضاً على مسار المشاورات السياسية ما بعد اتفاق الصخيرات.