دعت منظمة “إنترسوس” الإنسانية الدولية، إلى ضرورة تقديم الدعم للسودانيين الفارين من صراع بلادهم إلى ليبيا، نظرًا لافتقارهم إلى الخدمات الأساسية، وتوفر المنظمة على الأرض لدعم احتياجاتهم في مجالات الحماية والتعليم والرعاية الصحية.

وأفادت المنظمة في تقرير لها، بأن مدينة أجدابيا تعد مركز عبور رئيسي للسودانيين، حيث تعمل منظمة “إنترسوس” على توفير الحماية والتعليم والرعاية الصحية الأولية لهم.

كما تُعتبر ليبيا وجهة تاريخية لعبور الأفارقة إلى أوروبا والباحثين عن فرص عمل من السودانيين، إذ يعمل مركز “مجتمع إنترسوس” في أجدابيا كمكان آمن يتيح لهم الوصول إلى التعليم غير الرسمي والرعاية الصحية.

وذكرت المنظمة أنها تقوم بتشغيل فريق عيادة متنقلة يُقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية في المستوطنات والملاجئ غير الرسمية التي يقيم فيها الوافدون السودانيون الجدد.

وفي ديسمبر الماضي، شمل برنامج “إنترسوس” 1,729 من السودانيين بخدمات الرعاية الصحية، ما يعكس الجهود المبذولة للتخفيف من معاناتهم، وفقا للتقرير.

وأشار التقرير إلى معاناة السودانيين في ليبيا نتيجة عدم توقيع الأخيرة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، مما حدّ من قدرتهم على الحصول على الوثائق القانونية بسبب تصنيفهم كأجانب وفقًا للقوانين الليبية.

وأدى ذلك إلى حرمانهم من الخدمات الأساسية، مثل فرص التعليم والدخل الكريم، مما يجعلهم عرضة للاستغلال والإساءة، حيث يشكل نقص الوثائق أو القيود المالية أو القدرة المحدودة للمؤسسات التعليمية عائقاً أمام التحاق الكثير منهم بالمدارس.

وأوضح التقرير أن السفارة السودانية بطرابلس وصندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” يعملان معًا لمعالجة قضية نقص الوثائق والتعليم، حيث تُسهم “إنترسوس” في مساعدة الأسر السودانية على الحصول على وثائق الالتحاق بالمدارس، وتوفير التعليم غير الرسمي، ومساعدة الأطفال على اجتياز الاختبارات الإلزامية لتحديد مستوياتهم.

كما تساهم المبادرات الاجتماعية في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال للتغلب على الصدمات الناتجة عن الصراع والنزوح والإيذاء الجسدي واللفظي والعاطفي.

وأشار التقرير إلى معاناة العديد من الأطفال السودانيين غير المصحوبين بذويهم داخل ليبيا، حيث يفتقرون إلى خيارات الرعاية البديلة، مما يجعلهم عرضة لمخاطر العنف والإساءة.

كما تناول التقرير جهود “إنترسوس” في دعم النساء والفتيات الناجيات من العنف الجنسي، خاصةً اللواتي تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، سواء على طول طريق الهجرة أو في ليبيا.

وتدير “إنترسوس” أيضًا مخيماً لنازحي تاورغاء، بهدف تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية للمستضعفين، وخاصة الذين لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات الطبية بسبب نقص المعلومات حول الخدمات المتاحة، بما في ذلك رعاية أمراض السكري وغيرها، بحسب التقرير.

Shares: