يتكشف صراع جديد للسيطرة على صناعة النفط في ليبيا، حيث أثارت الأحداث الأخيرة في منطقة الهلال النفطي مخاوف من أن صدام حفتر منخرط في لعبة خفية للسيطرة على مؤسسة النفط.

حركة الهلال النفطي.. وسيلة ضغط؟
في 6 يناير 2025، أصدرت حركة الهلال النفطي التي لم تكن معروفة من قبل إنذارًا نهائيًا لمؤسسة النفط بضرورة تسليم السيطرة على العمليات النفطية الرئيسية (الواحة، الزويتينة، الحراج، السرير والمبروك) في غضون أسبوعين وإلا سيتوقف الإنتاج.

وفي 28 يناير، أصبحت التهديدات حقيقة واقعة؛ فقد تم إغلاق مينائي السدرة ورأس لانوف، ولم تتمكن ناقلة النفط ألفا فنلنديا التي تحمل 600,000 برميل من النفط من مغادرة ميناء السدرة.

وقال المتحدث باسم الحركة سليمان الخويج، إن المحتجين لن يسمحوا بشحنات النفط حتى يتم تلبية مطالبهم. ومع ذلك، وبحلول مساء اليوم نفسه، تم تعليق إغلاق الموانئ مؤقتًا بعد محادثات مع القائم بأعمال رئيس مؤسسة النفط مسعود سليمان.

ورغم التصريحات الرسمية الصادرة عن مؤسسة النفط حول تطبيع الوضع، إلا أن التوترات لا تزال قائمة ومطالب المحتجين لا تزال مطروحة.

من يقف وراء الأزمة؟
وفقًا للتصريحات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي على لسان وزير النفط في حكومة الدبيبة، خليفة عبد الصديق، فإن صدام حفتر هو محور الصراع. ويقول إنه أنشأ ويمول حركة الهلال النفطي، المكونة في معظمها من شباب أجدابيا، لابتزاز الحكومة والمجتمع الدولي بقطع الوصول إلى النفط.

واتهم الوزير صراحةً حفتر بمحاولة الاستيلاء على مؤسسة النفط. وإذا صحت مزاعمه، فقد يعني ذلك تصعيدًا خطيرًا للصراع في ليبيا وتهديدًا محتملًا للبنية التحتية النفطية الوطنية.

الأهداف والعواقب
إذا كان صدام حفتر يقف بالفعل وراء حصار الموانئ النفطية، فإن هدفه الرئيسي هو إجبار السلطات على الاعتراف بسيطرته على الهلال النفطي وربما تسليمه مقاليد السيطرة على مؤسسة النفط، ما من شأنه أن يغير ميزان القوى في البلاد ويمنح حفتر موردًا اقتصاديًا قويًا.

ولم يتم بعد التعبير رسميًا عن رد فعل حكومة الدبيبة والمجتمع الدولي. ومع ذلك، فقد أكد وزير النفط أنه يجري وضع مجموعة من التدابير لإحباط محاولات الابتزاز.

ولا يزال الوضع متوترًا للغاية وسيتضح في الأسابيع المقبلة ما إذا كان حفتر سينجح في فرض إرادته أم أن السلطات ستتخذ خطوات حاسمة للحفاظ على سيطرتها على مؤسسة النفط.

Shares: