سلط موقع إرم نيوز الإماراتي الضوء على التواجد الروسي في قاعدة معطن السارة الليبية، لا سيما من ناحية موقعها الاستراتيجي على الحدود مع تشاد والسودان، متسائلا: هل أصبحت معقلاً للهيمنة الروسية في أفريقيا؟

وأفاد الموقع في تقرير له، بأن صور الأقمار الصناعية الحديثة والتقارير اللوجستية تكشف عن تغيير جذري؛ إذ أصبحت القاعدة المترامية الأطراف محط اهتمام العالم، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت قد تحولت إلى معقل روسي جديد في قلب أفريقيا.

وأوضح أن القاعدة التي كانت بمثابة نقطة انطلاق للصراع التشادي-الليبي في ثمانينيات القرن الماضي، كانت مهجورة لسنوات، لكن اليوم، يتم إعادة تأهيلها بشكل مكثف، وتوسيع المدارج، في الوقت الذي تحرص فيه موسكو على تعزيز وجودها في المنطقة.

وأضاف أن التطورات تثير تساؤلات بشأن أهداف روسيا في القارة، خصوصا أن المطار يقع في منطقة حيوية غنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك الذهب.

وأشار إلى حديث خبراء عسكريين عن أن القاعدة تقع في “مثلث استراتيجي” بين ليبيا وتشاد والسودان؛ ما يجعلها نقطة تحكم في أفريقيا ككل، مبينا أنها يمكن أن تتحول إلى نقطة انطلاق للعمليات الروسية في جميع أنحاء القارة، من نقل الأسلحة إلى تأمين طرق تهريب الموارد الطبيعية، مثل الذهب.

وذكر التقرير أنه من خلال إعادة تأهيل قاعدة السارة، تسعى روسيا إلى استعادة نفوذها في أفريقيا الذي فقدته بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

وواصل بأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية، مثل “اس-300” و”اس-400″، كانت جزءا من المعدات العسكرية التي تم نقلها مؤخرا من سوريا إلى ليبيا؛ ما يعكس رغبة موسكو في تعزيز نفوذها العسكري في المنطقة.

ورأى التقرير أنه في ظل تراجع نفوذ القوى الغربية، مثل فرنسا والولايات المتحدة، في أفريقيا، تبرز روسيا كقوة جديدة تسعى لملء الفراغ، سواء عبر دعم الجماعات المتنازعة أو بسط هيمنتها على موارد القارة.

ولفت إلى أهمية موقع القاعدة استراتيجيا، مؤكدا أنها تمثل نقطة انطلاق مثالية لهذا التوسع العسكري والاقتصادي.

وختم بأن مستقبل قاعدة السارة يشير إلى تحول جوهري في المشهد الجيوسياسي في شمال أفريقيا؛ ما يجعلها تستحق المزيد من المتابعة والتحليل في المرحلة المقبلة، حيث إن روسيا قد تكون في طريقها لتغيير معادلة القوى في القارة الأفريقية عبر بوابة السارة.

Shares: