قال الناشط والمحلل السياسي علاء الدين بن عثمان، إن استقالة فرحات بن قدارة من رئاسة مؤسسة النفط تمثل تطورًا بارزًا في المشهد السياسي الليبي، نظرًا لما يمثله قطاع النفط من أهمية حيوية كونه المصدر الرئيسي للدخل الوطني.
وأضاف بن عثمان لـ ج بلس، أن توقيت الاستقالة يثير العديد من التساؤلات، لا سيما أنها تأتي في ظل تحديات سياسية واقتصادية معقدة، معتبرا أن الأسباب المعلنة المتعلقة بالظروف الصحية، سطحية مقارنة بالخلافات التي ظهرت مؤخرًا بين مؤسسة النفط ومصرف ليبيا المركزي حول إيرادات النفط وآلية إدارتها.
ورأى أن هذه الاستقالة قد تحمل انعكاسات سلبية على قطاع النفط الليبي، إذ أن غياب قيادة مستقرة وواضحة قد يؤدي إلى اضطرابات في الإنتاج والتصدير، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على الإيرادات العامة للدولة.
كما أفاد بأن العلاقات مع الشركاء الدوليين قد تتأثر، خاصة وأن بن قدارة كان يمثل طرفًا فاعلًا في إدارة المفاوضات النفطية الخارجية.
وأوضح بن عثمان أن هذه الخطوة قد تعكس صراعًا داخليًا بين الأجنحة السياسية المتنافسة للسيطرة على مؤسسة النفط، في ظل الانقسامات الحادة داخل المشهد السياسي، مما يفتح الباب أمام محاولات استخدام هذا القطاع الحيوي لتحقيق مكاسب سياسية.
وشدد على ضرورة الشفافية الكاملة من قبل حكومة الدبيبة حول ملابسات الاستقالة، داعيًا إلى ضرورة تعيين قيادة جديدة ذات كفاءة وخبرة، مع التأكيد على أهمية فصل قطاع النفط عن التجاذبات السياسية، باعتباره مصدرًا يمس مصالح جميع الليبيين دون استثناء.
وأعلنت مؤسسة النفط أمس، أن فرحات بن قدارة رئيس مجلس إدارة المؤسسة استقال “نتيجة لظروف صحية طارئة”، وأن مسعود سليمان موسى كُلف بتولي مهام رئيس مجلس الإدارة مؤقتًا.
وفي السياق، كشفت مصادر خاصة أن بن قدارة، ألغى رحلته المقررة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان من المفترض أن يخضع لعملية جراحية، وذلك خشية ملاحقته قضائياً على خلفية قضايا فساد وتقارير فريق العقوبات الدولي.
وذكرت المصادر أن بن قدارة، المقيم حالياً في دبي مع أسرته، يواجه إقالة وشيكة من منصبه كرئيس لمجلس إدارة المصرف في دبي الأسبوع المقبل، بقرار من المصرف الليبي الخارجي.
وأكدت أن مصرف ليبيا المركزي على دراية بحجم الخسائر المالية الكبيرة التي تكبدها المصرف في دبي خلال فترة رئاسة بن قدارة لمجلس إدارته.