تظل الأراضي الليبية مطمعا للقوى الكبرى، لا سيما بسبب موقعها الاستراتيجي على ساحل البحر المتوسط من جهة وتميزها على الجانب القاري من جهة أخرى.

يرى أحمد بوعرقوب، المحلل السياسي، أن روسيا تسعى إلى تثبيت الأوضاع الحالية في ليبيا حتى تستعيد توازنها بعد خسارتها في سوريا.

وأضاف بوعرقوب، خلال تصريحات تليفزيونية لفضائية “ليبيا الأحرار”، أن أي تغيير في المشهد السياسي الليبي قد يربك حسابات موسكو، ولذلك تعمل على بسط نفوذها تدريجياً في ليبيا.

وأشار إلى سعي روسيا للتوسع في أفريقيا لتعويض خسائرها السورية، معتبرة ليبيا نقطة ارتكاز مهمة.

على جانب آخر، يؤكد بوعرقوب أن ستيفاني خوري، المبعوثة الأممية بالإنابة، حصلت على ضوء أخضر أمريكي ضمني للمضي قدمًا في مبادرتها، متجاهلة الرفض الروسي.

واستبعد تعيين مبعوث أممي جديد، مشيراً إلى أن مبادرة خوري أصبحت الأساس لأي حل في ليبيا.

بدوره، قال محمد امطيريد، المحلل السياسي، إن روسيا تواجه صعوبة في إقناع حلفائها في المنطقة بتأمين وجودها المستقبلي في ليبيا.

ودافع عن العلاقة بين موسكو وخليفة حفتر، مشيراً إلى انفتاح الأخير على علاقات دولية واسعة.

ومع ذلك، اعتبر امطيريد أن روسيا لديها تاريخ في تخليها عن حلفائها، ولذلك ومن أجل عدم إثارة الخلافات مع مصر، اضطر حفتر للتفاوض مع موسكو لنقل معداتها العسكرية من سوريا إلى مالي.

وفي السياق، قال مسؤول الملف السياسي في البعثة الأممية لدى ليبيا عمر المخفي، إن المبادرة السياسية التي تسعى البعثة لإطلاقها قريبا تتكون من 6 عناصر رئيسية.

وأوضح المخفي في تصريح صحفي أن العناصر هي تشكيل لجنة استشارية، وتوحيد الحكومة، وإطلاق حوار شامل، والإصلاحات الاقتصادية، وتوحيد المؤسسات الأمنية، والمصالحة الوطنية.

وأضاف أن عدد أعضاء اللجنة الاستشارية لن يتجاوز 30 عضوا في الحد الأقصى، وأن نسبة مشاركة النساء فيها لن تقل عن 30%، مشيرًا إلى أن مهمة اللجنة هي التعامل مع النقاط الخلافية في قوانين 6+6 ووضع خارطة طريق إلى الانتخابات.

وفي سياق آخر، كشفت تقارير استخباراتية أن الجيش الروسي يعمل حاليا على نقل معداته العسكرية من سوريا إلى ليبيا بعد التطورات الميدانية والسياسية في سوريا.

وذكر جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية الأحد، أن عمليات نقل هذه المعدات تتم عن طريق الجو، في ظل مشاكل تواجه إجلاء روسيا قواتها بحرا.

Shares: