قال المحلل العسكري، عادل عبد الكافي، إن انتقال روسيا من سوريا إلى ليبيا حوّل البلاد إلى ساحة مواجهة بين قوى إقليمية ودولية متعددة.

وأكد استحالة انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا في الوقت الراهن، مؤكدا خروج الأمور عن سيطرة حفتر، حيث تقسم مناطق نفوذه حالياً بين روسيا والولايات المتحدة.

وأضاف عبد الكافي، خلال تصريحات تلفزيونية لفضائية “الحرة”، أن حفتر يتعرض لضغوط متزايدة من روسيا والولايات المتحدة التي طالبت، صراحة، بتواجد عسكري لها في ميناء بنغازي.

كما أشار إلى تقاسم نفوذ حفتر بين القوتين العظميين أصبح أمر واضح، فقد أعلنت الولايات المتحدة عن تواجدها في ليبيا من خلال لقاءات قادتها العسكريين مع ممثلي القوى الشرقية والغربية.

وتدعم الولايات المتحدة، منذ أشهر، تشكيل قوة مشتركة من كافة أرجاء ليبيا بحجة حماية الحدود، إلا أن الهدف الحقيقي هو الحد من النفوذ الروسي المتزايد.

واستكمل الخبير العسكري أن الجهود الأمريكية تظهر بوضوح من خلال مشاركة قوات بحرية من الشرق والغرب في مناورات تونس، تحت قيادة أفريكوم.

كما تسعى الولايات المتحدة لتطويق التمدد الروسي في ليبيا من خلال هذه القوة المشتركة، في حين يشكل الانتقال الروسي تهديداً مباشراً لأمن واستقرار ليبيا والمنطقة.

ويلفت الانتباه إلى زيادة الخطر مع تدفق الأسلحة والمرتزقة الروس إلى قواعد عسكرية مثل الجفرة، براك الشاطئ، والخروبة.

وذكر أن هذه الأسلحة تصل إلى دول الجوار، مثل النيجر والسودان، عبر طرق تهريب متعددة، مما يهدد استقرار المنطقة.

ويرى الخبير العسكري أن ليبيا أصبحت قاعدة انطلاق لروسيا نحو أفريقيا، وبات معسكر الرجمة تحت سيطرة روسية كاملة.

وذكر أن الفيلق الروسي الأفريقي أنشأ غرفة عمليات مستقلة تدير عملياتها في دول الساحل والصحراء.

وكذلك تؤكد التقارير وصول ست طائرات روسية محملة بالأسلحة إلى قاعدة الخروبة في الثامن من ديسمبر.

ورداً على ذلك، اتخذت الولايات المتحدة خطوات لمواجهة التمدد الروسي، وحاولت تقليص نفوذه من خلال اعتراض شحنات أسلحة روسية.

وأضاف عادل عبد الكافي أن دوافع الولايات المتحدة، تعود إلى خسارتها لمواقعها في منطقة الساحل والصحراء، وتسعى لاستعادة نفوذها.

وختم بالقول إن روسيا استغلت حفتر لدخول ليبيا، ثم تجاوزته وأصبحت تهدد أمن المنطقة، كما تلجأ روسيا إلى الحرب الهجينة للتأثير على الرأي العام الليبي ودعم حلفائها.

Shares: