سلطت صحيفة ديلي أكونومي الأمريكية الضوء على ضرب ليبيا من قبل حلف الناتو والولايات المتحدة في عام 2011 لإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وأشارت الصحيفة إلى سؤال أحد الصحفيين في عام 2016، للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عن أعظم خطأ ارتكبه، مؤكدا أن أسوأ خطأ ارتكبه كرئيس هو التدخل في ليبيا.
وأوضح التقرير أن تدخل حلف الناتو، بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة حوّل ليبيا إلى دولة فاشلة، وهي الحالة التي استمرت بعد ثلاثة عشر عامًا، مما أدى إلى حرب أهلية مستمرة، ووفاة عدد كبير من المدنيين، وأزمة إنسانية وأزمة لاجئين.
وأضاف أن التدخل الذي قادته الولايات المتحدة في ليبيا كان مضللاً وضارًا، مما يوفر مثالاً تحذيريًا للسياسة الخارجية الأمريكية في المستقبل، فكان من الأفضل للولايات المتحدة ألا تفعل شيئًا سوى إحداث مثل هذا الانحدار الكارثي إلى الفوضى.
وأشار التقرير إلى انقسام ليبيا وفشل كل الجهود المبذولة لإجراء انتخابات وطنية مرارًا وتكرارًا، حيث تتصادم العديد من الجماعات المسلحة والميليشيات والمرتزقة الأجانب بانتظام.
وذكر أنه في منتصف ديسمبر 2024، أدت معركة بين مجموعتين متنافستين إلى حريق كبير وتدمير في ثاني أكبر مصفاة نفط في البلاد، مما سيؤدي إلى المزيد من الاضطرابات الاقتصادية حيث يعتمد اقتصاد ليبيا بالكامل تقريبًا على إنتاج النفط.
ولفت إلى الاعتقالات التعسفية والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء من قبل الفصائل المسلحة المختلفة، وقد تفاقم الوضع بسبب عواقب الكوارث الطبيعية، ولا سيما الفيضانات في درنة في سبتمبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل ونزوح الآلاف.
كما تعطل الاقتصاد الليبي، الذي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، بسبب الصراع وانتشر التزوير على نطاق واسع، ويواجه الليبيون وضعًا اقتصاديًا متدهورًا، وفر العديد منهم إلى أوروبا.
وأكدت ديلي أكونومي أن السنوات الثلاث عشرة منذ غزو الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لليبيا كانت بمثابة كارثة.
وبينت أن التدخل الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بالعقيد الراحل معمر القذافي في عام 2011 هو السبب المباشر في تحول ليبيا إلى دولة فاشلة.
واسترسلت بأن الفقر زاد، فأكثر من 800 ألف شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية من بين عدد سكان يقل عن سبعة ملايين نسمة، وانخفض الأمن الغذائي وتوفر الخدمات الأساسية بشكل كبير.