تساءل تلفزيون العربي عن كيفية رصد تحركات القوات الروسية العسكرية من سوريا ونقلها إلى دول أخرى، بدءًا من ليبيا، وماذا تشير هذه التحركات إلى ذلك؟
وتتبعت وحدة التحقق من المصادر المفتوحة في القناة، حركة الشحن العسكري الروسي وكشفت أبرز محطاته: ليبيا ومالي.
ومن خلال مراقبة حركة طائرات الشحن الروسية عبر موقع تتبع الطائرات الإلكتروني “فلايت رادار”، كشفت الوحدة عن مسار جديد لطائرة شحن روسية من طراز “اليوشن” الروسية والتي وصلت إلى ليبيا في 12 ديسمبر الماضي.
وتؤكد أن الطائرة الروسية أقلعت في اليوم التالي من شرق ليبيا بالقرب من قاعدة الخادم متخذة مسارًا شمالًا غربيًا عبر الأجواء التركية ثم فوق البحر الأسود وصولًا إلى جنوب روسيا.
الغريب أن هذه الرحلة لم تسجل هبوطًا، بل عادت إلى ليبيا مجددًا، وترجح وحدة التحقق أن يكون سبب ذلك الرغبة في إخفاء وجهة الهبوط.
وعادت الطائرة إلى ليبيا في 14 ديسمبر الماضي، وهو نفس اليوم الذي نشرت فيه وكالة رويترز خبرًا نقلته عن مسؤول أمني سوري، مفاده مغادرة طائرة شحن روسية من مطار اللاذقية محملة بعتاد عسكري إلى شرق ليبيا.
وبقيت الطائرة في ليبيا حتى يوم 15 ديسمبر، وكررت نفس المسار السابق، وفي اليوم التالي أقلعت من ليبيا باتجاه عاصمة مالي، ثم كررت رحلتها بين موسكو ومالي عدة مرات في الشهر نفسه.
وفي 25 ديسمبر الماضي، قامت برحلة بين مالي وليبيا، ثم طارت بعدها إلى روسيا. وتؤكد القناة في تقريرها، أنها رصدت طائرة أخرى من نفس الطراز من رقم تسجيل مختلف، حلقت بين ليبيا ومالي وجنوب روسيا دون تسجيل هبوط مع مرورها بالقرب من الأجواء السورية.
في حين سجلت 7 رحلات بين ليبيا ومالي بين 13 إلى 26 ديسمبر، وبالبحث في سجلات الطائرتين، وجد أنهما سجلا رحلات قديمة بين سوريا ومالي تعود إلى أغسطس ويونيو 2023.
وأشار التقرير، إلى طائرة شحن عسكرية أخرى من طراز انتونوف التي سجلت رحلات بين اللاذقية وموسكو بدأت في 9 ديسمبر، ورحلة أخرى في 29 منه.
وتقول القناة، إن روسيا تعزز من وجودها العسكري في ليبيا كمركز للعمليات لنشر الفيلق الأفريقي، البديل الروسي عن قوات فاغنر.
وفي مارس وأبريل من العام الماضي، أرسلت روسيا ما لا يقل عن ألف جندي وآلاف المعدات إلى ليبيا عبر سوريا، ثم نشر الفيلق بعض هؤلاء الجنود والمعدات في دول جنوب الصحراء الكبرى، وهو ما يفسر هبوط الطائرة في ليبيا قبل وصولها مالي.