شبكة علاقات سرية متشعبة بين ليبيا والاحتلال الإسرائيلي، طفت على الساحة السياسية مؤخرا، ولا سيما بعد أحداث 2011، وسبب حالة من الغضب على المستوى الشعبي والتوجس على المستوى الرسمي.

هذه العلاقات، التي كانت تجري بعيدًا عن الأنظار، شهدت تصعيدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث تم الكشف عن لقاءات سرية بين مسؤولين من البلدين على أعلى المستويات.

ووفقا لصحيفة “هآرتس” العبرية، أولى هذه اللقاءات التي لفتت الانتباه كانت بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ووزيرة الخارجية الليبية الموقوفة نجلاء المنقوش.

هذا اللقاء، الذي جرى في روما، لم يكن الأول من نوعه، بل جاء تتويجًا لسلسلة من الاتصالات السرية التي تمت بين الطرفين، والتي شملت أيضًا شخصيات بارزة مثل المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية رونين ليفي ورون بروسور.

وتدفع أهداف استراتيجية مشتركة الطرفين إلى تعزيز هذه العلاقات السرية، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى توسيع دائرة التطبيع مع الدول العربية، بينما تسعى بعض الأطراف الليبية إلى الحصول على دعم دولي، خاصة من الولايات المتحدة، لتثبيت نفوذها وتعزيز أمنها.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة “هآرتس” عن زيارة سرية أجراها صدام نجل المواطن الأمريكي خليفة حفتر، إلى الاحتلال عام 2021، لبحث تعزيز التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية.

وقبل 4 أعوام من هذا اللقاء، أطلق رئيس اتحاد يهود ليبيا رافائيل لوزون، شرارة حوار سري في جزيرة دورس اليونانية، جمعت وزراء الاتصالات والتعليم الليبيين بوفد إسرائيلي برئاسة وزيرة المساواة الاجتماعية آنذاك، جيلا غمليئيل، وهي الأخرى من أصول ليبية.

خلال هذا اللقاء، طرح أحد الوزراء الليبيين – لم تسمهم الصحيفة- مسألة حقوق اليهود الليبيين في العودة والحصول على تعويضات عن الخسائر التي تكبدوها.

ولعب لوزون دورًا محوريًا في تسهيل المزيد من الاجتماعات بين المسؤولين الإسرائيليين والليبيين في مدن أخرى مثل روما وتونس واليونان.

على الرغم من هذه التطورات، تواجه هذه العلاقات تحديات كبيرة، أبرزها المعارضة الشعبية في ليبيا لأي تطبيع مع إسرائيل، والتدخلات الخارجية التي تسعى إلى عرقلة هذه العلاقات.

كما أن الصراع الداخلي في ليبيا يزيد من تعقيد المشهد ويجعل من الصعب تحقيق استقرار سياسي.

ويبقى مستقبل العلاقات بين ليبيا وإسرائيل غامضًا؛ فمن جهة، هناك إرادة سياسية لدى بعض الأطراف الليبية لتطويرها، ومن جهة أخرى، هناك تحديات كبيرة يجب تجاوزها، خاصة وأن الاحتلال يريد توريط الحكومات الليبية في التطبيع العلني معه.

Shares: