أفاد موقع أفريكا إنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي بتصاعد التوتر بين حكومة الدبيبة وموسكو بعد اعتقال 3 روس في ليبيا.
وذكر الموقع في تقرير له، أن موسكو انزعجت من اعتقال عدد من الرعايا الروس من قبل قوات الأمن التابعة لحكومة الدبيبة في الأسابيع الأخيرة.
وأوضح أنه في أوائل ديسمبر، اعتقل جهاز المخابرات الليبي برئاسة حسين العايب، روسيًا يُزعم أنه جاء إلى طرابلس في رحلة سياحية مع عدد من الأشخاص الآخرين، وقد اتُهم بخرق الأمن القومي.
وفي أعقاب اعتقاله، اعتُقل مواطنان روسيان آخران في منطقة الشويرف في جنوب غرب ليبيا، ويعتقد أن الروسيين اللذين اتُهما بالحفاظ على روابط مع “مجموعات أجنبية مسلحة” وصلا إلى ليبيا عبر مطار بنينا الدولي في بنغازي. وهناك، يتم تسليم التأشيرات من قبل هيئة الاستثمار العسكري دون أي تدخل من جانب السلطات في طرابلس.
ولم تتواصل وزارة الخارجية الروسية بشكل مباشر بشأن الاعتقالات، ولكنها أرسلت مذكرة عبر السفارة الروسية في ليبيا في 12 ديسمبر، تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى ليبيا على أساس أن “القانون يُطبق بشكل انتقائي”، وأضافت، ببعض السخرية، “نفترض أن جماليات ليبيا يمكن أن تنتظر قليلاً”.
وأثار هذا استياء وزارة الخارجية في حكومة الدبيبة، التي ردت على الفور، مطالبة نظيرتها الروسية “بتوضيح عاجل لأسباب هذا التحذير” وحثت على “الاحترام المتبادل والشفافية”.
وتم تنسيق الاعتقالات من قبل مكتب النائب العام وجهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، الذي يخضع لأوامر ميليشيا الردع.
كما أبدى وزير خارجية الدبيبة، الطاهر الباعور استخفافًا بوزارة الخارجية الروسية من خلال تنظيم اجتماع مع مكسيم سوبخ، المبعوث الخاص الأوكراني إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية.
منذ بداية عام 2024، تحاول روسيا تحسين علاقاتها مع الحكومة في طرابلس. وكان سفيرها، أيدر أغانين، مشغولاً بشكل خاص فقد عزز طاقمه في فندق راديسون بلو المهاري في طرابلس، حيث انضم إليه الملحق العسكري العقيد جولوفانوف أليكسي فاليريفيتش.
ووفقا للتقرير، تعيد الاشتباكات الأخيرة إلى الأذهان الأزمة التي أثارها اعتقال مكسيم شوغالي و”مترجمه” سامر سويفان في عام 2019، واتُّهِما بمحاولة التأثير على الانتخابات الليبية واحتُجزا في سجن معيتيقة شرقي طرابلس، وكلاهما ينتميان إلى هيئة نفوذ الكرملين مؤسسة حماية القيم الوطنية، ونجحت موسكو في إطلاق سراحهما بعد عام.
وأوضح التقرير، أن أجهزة المخابرات الليبية تجري عملياتها في الوقت الذي أصبحت فيه روسيا بموقف دفاعي في سوريا بعد سقوط حليفها السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر.
فقد مكنها الأسد من الحفاظ على وجود استراتيجي على البحر الأبيض المتوسط، عبر القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، كما أقام روابط تعاون عسكري مع عشيرة حفتر، وتتطلع موسكو حاليًا إلى تعزيز وجودها في برقة، الآن بعد أن أصبح مستقبل قاعدة طرطوس غير مؤكد إلى حد كبير.
وقامت عدة طائرات أنتونوف AN-124 برحلات عودة من روسيا إلى سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، لكن موسكو أرسلت أيضًا طائرات إلى قاعدة الخادم الجوية، التي ليست بعيدة عن بنغازي.
وتستخدمها روسيا كقاعدة خلفية، حيث نشرت قوات من مجموعة فاغنر شبه العسكرية في برقة منذ عام 2019، وهم يعملون الآن باسم فيلق أفريقيا، الفرع الليبي الذي أعاد نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف تنظيمه.
وختم التقرير بأن روسيا تستخدم المنطقة لعبور القوات والمعدات التي ترسلها لعملياتها في منطقة الساحل.