أكد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو، صحة تقارير عن نقل روسيا وجودها العسكري في سوريا إلى ليبيا، معبرا عن قلقه من وجود السفن والغواصات الروسية في البحر المتوسط.

وقال كروسيتو في تصريحات نقلتها صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، إن روسيا تنقل مواردها من قاعدة طرطوس السورية إلى ليبيا، وإن سفنها وغواصاتها في البحر المتوسط على بعد خطوتين من إيطاليا، مضيفا أن “هذا ليس بالأمر الجيد”، معتبرا أن “السفن والغواصات الروسية في المتوسط تثير القلق دائما”.

وبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد نقلت طائرات شحن روسية معدات دفاع جوي متقدمة تشمل أنظمة س 400 وس 300 ورادارات إلى قواعد في شرق ليبيا.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يوم 8 ديسمبر الجاري، تواصل روسيا سحب وحداتها العسكرية المتمركزة في مختلف أنحاء سورية، بما في ذلك دمشق وحمص ومدن أخرى، إلى قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية.

وتضم هذه القاعدة التي يتمركز فيها الجنود الروس، مدارج طائرات وأنظمة دفاع جوي ومعدات عسكرية مهمة، وتشكّل القواعد العسكرية الروسية وخاصة قاعدة طرطوس البحرية ركيزة أساسية لنفوذ موسكو في الشرق الأوسط والبحر المتوسط، حيث مثلت نقطة الامداد والإصلاح للبحرية الروسية في المنطقة.

وحذر الوزير الإيطالي من أنه في حال خسرت روسيا ميناء في ليبيا واضطرت للتخلي عن طرطوس في سوريا، فستكون بلا منشأة مينائية في البحر المتوسط، مما يعيق قدرتها على إسقاط نفوذها على الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي.

ويحذّر مراقبون من تحوّل ليبيا الى ساحة حرب داخلية ودولية بعد سقوط نظام الأسد، إذ بدأت تلوح تخوفات من التغيرات الجيوسياسية والإقليمية في المنطقة.

وكان مركز الدراسات الأمنية والعسكرية في ليبيا قد أفاد في وقت سابق بأن ليبيا مهيأة محليا وإقليميا ودوليا لاندلاع حرب جديدة بين القطبين الشرقي والغربي، في ظل تنامي النفوذ الروسي في لا سيما من الشرق والجنوب الليبي الذي يقع تحت سيطرة خليفة حفتر.

وتتمركز القوات الروسية في ليبيا منذ عام 2019 عبر عناصر فاغنر الروسية الخاصة، وذلك لمساندة قوات حفتر، وتطور هذا الوجود العسكري في المنطقة وبات معلنا بين الجانبين.

وأكد تقرير عن القيادة العسكرية الأمريكية لقارة أفريقيا “أفريكوم” أن موسكو دفعت بـ 1800 مقاتل إلى شرق ليبيا في يوليو الماضي، موضحا أن روسيا تأمل أن تجعل من شرق ليبيا قاعدة لبسط نفوذها في بقاع أخرى من القارة.

Shares: