سلطت صحيفة العرب اللندنية الضوء على محاولة عبدالحميد الدبيبة التنصل من العلاقات التي ربطها مع الروس منذ وصوله إلى السلطة سنة 2021 في سياق ترتيب التوازنات الذي فرضته نتائج حرب طرابلس.
وأفادت الصحيفة في تقرير لها، بأن الدبيبة افتعل أزمة مع موسكو بالقبض على أحد مواطنيها، في خطوة يبدو أن الهدف منها إبلاغ الغرب بأنه غير معني بالعلاقة مع موسكو، خاصة في ظل ما يتواتر من أنباء بشأن إمكانية أن تكون ليبيا بديلا للقوات الروسية في سوريا.
وأشارت إلى دخول حكومة الدبيبة في سجال مع موسكو، حيث حذرت السفارة الروسية رعاياها من زيارة ليبيا، خصوصا المنطقة الغربية، مؤكدة استمرار التوصيات الصادرة منذ عام 2011 والخاصة بمنع السفر إلى ليبيا، في ما يبدو أنه جاء ردا على اعتقال مواطن روسي في طرابلس.
ولفت التقرير إلى مسارعة خارجية الدبيبة بإصدار بيان دعت فيه موسكو إلى تقديم توضيح حول دوافع هذا التحذير وأسبابه، وقالت إن الإجراءات المتخذة بحق أحد المواطنين الروس جاءت وفق القوانين الليبية وبالتنسيق مع مكتب النائب العام.
ورغم الغموض الذي أثارته إشارة خارجية الدبيبة إلى اعتقال مواطن روسي، إلا أنه أعاد إلى الأذهان قصة اعتقال مكسيم شوغالي وسامر سويفان، الروسيين العاملين في مؤسسة حماية القيم الوطنية، في طرابلس في مايو 2019 واتهامهما بـ محاولة التأثير على الانتخابات المقبلة.
وتطرقت الصحيفة إلى تحسن العلاقات بشكل لافت بين طرابلس وموسكو خاصة خلال الأشهر الأخيرة، حيث زار مسؤولون تابعون لحكومة الدبيبة روسيا في أكثر من مناسبة.
وفي الثالث من يونيو الماضي أعلنت السفارة الروسية لدى ليبيا بدء العمل بشكل رسمي في القسم القنصلي بطرابلس، وحددت مواعيد عملها لتقديم خدماتها للمواطنين خلال أربعة أيام تبدأ من الاثنين حتى الخميس.
وكانت روسيا قد أعادت فتح سفارتها بالعاصمة طرابلس في فبراير الماضي، بعد سبعة أشهر من اعتماد المجلس الرئاسي أوراق السفير الروسي حيدر آغانين، فيما تخطط موسكو لافتتاح قنصلية عامة في بنغازي هذا العام.
ووفقا لتقرير العرب اللندنية، ترغب حكومة الدبيبة في إبلاغ العواصم الغربية، وخاصة واشنطن، بأنها غير معنية بالعلاقات مع موسكو أو بالوجود الروسي في ليبيا.
ويرى مراقبون أن موقف وزارة الخارجية الذي تضمنه ردها على البيان الروسي لاقى ترحيبا كبيرا من سلطات غرب ليبيا وتيار الإسلام السياسي وأمراء الحرب الذين اعتبروا تطورات الأحداث في دمشق انتصارا لهم ولحليفيهم التركي والقطري على سلطات المنطقة الشرقية وحليفتها الأبرز موسكو.